Ch7 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
بوجه متورم ،
جلس وو تشي على السرير يحدّق في غو لانغ بمرارة،
وقال:
“ لقد كنتَ قاسيًا جدًا الزميل غو "
كان غو لانغ مستلقي على السرير المقابل له،
فأجابه ببرود:
“ لم تستيقظ مهما حاولت إيقاظك "
في وقتٍ سابق ، كان وو تشي مستلقي فوق غو لانغ،
الذي حاول إيقاظه مرارًا، لكنه لم يستجب
وكلما حاول دفعه بعيدًا،
كلما تمسّك به وو تشي أكثر
وكان لا يزال يتمتم بشيء وهو نائم،
ويده بدأت تتحسس خصر غو لانغ الدافئ تحت الثياب
ارتجف غو لانغ من الصدمة، فسدّد له لكمة مباشرة
وهكذا انتفخ وجه وو تشي ——-
قال وو تشي محتجًا :
“ نادراً أحلم بشخص جميل ، فكيف لي أن أُفيق من حلمٍ كهذا ؟
كُن متفهمًا قليلاً ، أرجوك .”
غو لانغ:
“ لكنك حلمتَ بذلك البارحة أيضًا .”
{ فكيف يكون هذا نادرًا ؟ }
وو تشي بعينين متألقتين:
“ إنه الحبيب… وبالطبع أشتاق إليه طوال الوقت .
لا أراه إلا في الليل ، ولهذا أشعر أن ذلك لا يكفيني ...”
ثم نظر إلى رقبة غو لانغ الواضحة من تحت اللحاف وقال:
“ الزميل غو هل لديك حبيب ؟”
لم يُجبه غو لانغ —— شعلة المصباح الزيتي على الطاولة لا تزال مشتعلة ،
ولما ظن وو تشي أن غو لانغ لن يرد ،
مدّ يده لإطفاء الفتيل ،
لكن صوت غو لانغ جاءه فجأة:
“ لا "
{ ليس لديه حبيب …. }
اتحهت نظرة وو تشي إلى الندبة التي تعلو معدته تحت الثياب ،
“ هذا جيد ، إذًا لن تضطر إلى الاشتياق لأحد ….”
ثم أطفأ الفتيل ، وتمتم في الظلمة :
“ نم باكرًا "
—
حلّ الظلام …. ترنّح حارس الفرسان غاو تشنغ خارجًا من المطعم ،
تفوح منه رائحة الخمر ،
ووجهه محمّر من السكر ،
لم يخطُ سوى خطوات قليلة ،
حتى اندفع نحو زاوية الطريق وبدأ يتقيأ
: “ كح، كح…”
وبينما يتقيأ، مرّ بجانبه شخصان يسيران على مهل، يتبادلان الحديث
قال أحدهما:
“ متى تعتقد أن سمو الأمير سيتزوّج من ابنة سيدنا؟”
أجابه الآخر:
“ على الأرجح قريبًا .
لقد بدؤوا أصلًا بتجهيز المهر .”
“ ما إن تُتوَّج ابنة سيدنا كوليّة للعهد ،
سيُصبح رئيس الوزراء والد وليّ العهد ،
ولن يجرؤ أهل تشي الشمالية على تهديدنا بعد الآن "
“ بالضبط . البارحة ، كان رجال تشي الشمالية وقحين جدًا ،
لدرجة أنهم لم يراعوا مكانة قصر رئيس الوزراء ،
حتى أنهم أرادوا اقتحامه للتفتيش !”
“ لحسن الحظ أن رئيس الوزراء أمرهم بالاختباء مسبقًا.
وإلا، من يعلم ما كان سيحدث .”
“ بالضببطط .
ما أوقح هؤلاء من أهل تشي الشمالية…”
وبينما تابع الرجلان سيرهما،
تلاشت أصواتهما شيئًا فشيئًا في عتمة الليل
كان غاو تشنغ مستندًا على الحائط في أحد شوارع المدينة، حينها ضحك ضحكة ساخرة وقال:
“ شو تشي يان ما أجرأك…” ( رئيس الوزراء )
في الواقع ، كان رئيس الوزراء شو تشي يان قد أخبر غاو
تشنغ بنيّته تزويج ابنته إلى وليّ العهد
وقد ادّعى أن ذلك بهدف تسهيل السيطرة على الأمير،
وكذلك على بلاط إمبراطورية يان العظمى
في ذلك الوقت، لم يشك غاو تشنغ في نواياه،
بل سمح له بتوجيه المسؤولين في البلاط لرفع تقارير إلى الإمبراطور،
يصفون فيها كيف أن بقاء الأمير غير متزوّج رغم بلوغه سن
الرشد أمر غير لائق
وأضافوا أن ابنة رئيس الوزراء، لِما تتمتع به من رقة وفضيلة
وجمال وذكاء، تُعدّ خير من يناسب سموّه
ورغم أن الإمبراطور لم يُبدِي رأي واضح بشأن تلك التقارير ،
فإن عددها ازداد بعدما انتشرت الأخبار
قال شو تشي يان لغاو تشنغ : “ الإمبراطور سيوافق في غضون شهر "
لكن حين أعاد غاو تشنغ التفكير في الأمر الآن،
تسلل إليه الشك :
{ ماذا لو كان شو تشي يان يضمر نوايا خبيثة ؟
ماذا لو استغل الفرصة لكسب رضا العائلة الإمبراطورية في
يان العظمى، وتعاون معهم للانقلاب على مملكة تشي الشمالية ؟ }
“ تحلم !”
ركل غاو تشنغ زاوية الحائط بعنف، وصرخ:
“ يبدو أنك تنعّمت بحياة هادئة حتى نسيت مكانتك!
وغد!
كح، كح…”
لقد أثار نفسه لدرجة أن معدته عادت للاضطراب،
فبدأ يتقيأ مجددًا ——-
——————————————
وفي زاوية أخرى من الشارع ،
كان الرجلان اللذان مرا بجواره قبل قليل واقفَين الآن أمام سون فانغ ——-
انحنيا له بأيدٍ مضمومة ،
وابتسامة على وجهيهما:
“ نائب الرئيس، لقد أتممنا المهمة .”
أومأ سون فانغ برأسه ، ثم قال:
“ هناك أمر أريد منكما نشره غدًا ،
لا تنسيا أن تُتقناه جيدًا ...”
: “ نعم أيها السيد الثاني، أخبرنا بما ينبغي أن نقوله .”
قال وهو يبتسم ابتسامة جانبية:
“ قولوا للناس إن وليّ العهد… يهوى الرجال "
—————-
وفي اليوم التالي ،
الشائعة قد انتشرت كالنار في الهشيم
بعد العشاء ، عاد غو لانغ إلى غرفته ،
ليجد وو تشي جالسًا هنا أيضًا
قال وو تشي وهو جالس على السرير:
“ هل سمعت الخبر ؟”
غو لانغ:
“ عن ماذا ؟”
اقترب وو تشي قليلًا وهمس:
“ سمعت أن وليّ العهد يحب الرجال "
غو لانغ:
”… أجل ، سمعت "
{ لكن ما علاقتي بهذا ؟ }
وو تشي:
“ وسمعتُ أيضًا أنه مُعجب بأحد الحراس في القصر الشرقي…”
غو لانغ:
”……”
{ هذا ، لم أسمع به بعد … }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق