Ch74 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري | الــ🩷ــنــهــايــة
امتلأ حلق روان نيان بالنبيذ ،
حتى أشعره بالدوار ،
أومأ برأسه : " المعلم أيضاً يعاني من الأرق ليلاً ،
أريد إعطاءه بعضاً من هذا الدواء "
رد تشو فنغيون: "...هذا الدواء لا يناسبه "
روان نيان : " ولماذا ؟"
كان تشو يستنشق عن قرب تلك الأنفاس الممزوجة بالمبيذ ،
فاندلعت نار في عظامه ، تموج حرارةً في كل أوصاله
عندما لم يرد تشو ، همس روان بصوت خافت:
“ آ-يينغ، أتبخل على المعلم بالدواء؟ "
: " ليس كذلك..." مرر تشو أصابعه على عنق روان الناعم ،
بينما اشتدت حرارة أنفاسه
رفع روان وجهه المحمر ، مقترباً أكثر : " آ-يينغ
لماذا أنفاسك حارة هكذا ؟"
التصق تشو به تماماً ،
حتى لامس أنفه الخدود الوردية لروان ،
وصوته عميق : " ألم تقل بنفسك... أنني ' آ-يينغ ' ( صلب ) ..."
تفاجأ روان نيان من رده، وبالكاد وجد الكلمات ، فتأتأ:
" أنا.. لم أقصد.. ممم.."
أحكم تشو قبضته على روان ،
وحاصره في قبلة حارّة أذابت الخجل ،
مزجت أنفاسهما، وأثارت مشاعر عميقة
لم يعد روان قادراً حتى على التنفس بشكل منتظم،
بينما أخذ جسده في الذوبان،
وشفتاه تخدرت من قوة العض
وفي عمق شرودة ،
سمع صوت تشو العميق : "سأريك الآن ما يفعله ذلك الدواء..."
في هذه الليلة ،
أدرك روان أخيراً لماذا حذره تشو من أن لا
يصدق ما يقوله ولي العهد
تعلّق روان بجسد تشو كاللبلاب،
ظهره يلامس الحائط ،
و يبكي ويتنفس بصعوبة في نفس الوقت ،
همس بصوت متقطع : " آ-يينغ.. انتظر.. قليلاً.. ممم.."
انساب عرق تشو الساخن على صدره العاري،
بينما اشتعل قلبه حمماً
أمسك بخصر روان بيديه،
وكل أثر أحمر ظهر على الظهر الأبيض النحيل كان كالزيت على النار ،
أسند روان وجهه في صدر تشو الملتهب،
يعضه بين البكاء، لكن حركاتهما المتلاحقة جعلت أنفاسه
تتقطع: " آه.. آ-يينغ.."
عندما اشتدت حرارة اللحظة ،
همس تشو فنغيون عند أذنه بكلمات لم يستطع عقل روان
نيان المشوَّش بالخمر أن يدركها بالكامل
كان كل ما يشعر به هو يده على خصره ،
وحرارة جلده تلامس جلده ،
ووجنتاه تحترقان خجلًا ، وقلبه يخفق بلا انتظام
ثم توقف بكاؤه فجأة ،
ورفع وجهه المبلل بالدموع وهو يلهث :
“ لِمَ… لِمَ كبرتَ مجددًا… امممم…”
( يقصد قضيب فنغيون )
انحنى تشو فنغيون ليعض شفتيه ،
ويبتلع الدموع التي انسابت على طرف فمه…
..
في اليوم التالي ،
روان نيان مستلقي في حضن تشو فنغيون،
يئنّ ويتذمر بسبب التعب :
“ لن أناديك بـ(آ-يينغ) بعد الآن ”
سأله تشو فنغيون وهو يتظاهر بالجهل:
“ ولمَ ذلك ؟”
تمتم روان نيان متضايقًا:
“ كلما ناديتك كبرتَ مجددًا…”
ربّت تشو فنغيون على خده المحمر قليلًا، وقال:
“ ماذا تنوِي أن تناديني إذن ؟”
فكّر روان نيان قليلًا، ثم سأل:
“ الناس الآخرون… بماذا ينادونك ؟”
رد تشو فنغيون بهدوء :
“ الناس هم الناس ،
أما أنت… فأنت مختلف ”
ضحك روان نيان حتى ضاقَت عيناه من الابتسامة،
وسأله بفضول:
“ وكيف أنا مختلف ؟”
انحنى تشو فنغيون وقبّله قبلة خفيفة
فضحك روان نيان مجددًا وعانقه،
ثم داعب رأسه في صدره وهمس :
“ آ-يينغ، أنا جائع… أريد أن أشرب حساء الدجاج ”
تشو فنغيون: “……”
{ ألم تقل إنك لن تناديني بـ(آ-يينغ) مجددًا ؟ }
✧——————————-
بعد عدّة أيام ، صادف روان نيان ولي العهد في الحديقة الإمبراطورية ،
وكان الأخير يُمسك بيد غو لانغ وينفخ في ناي من الخيزران
لكن ثقوب الناي لم تكن محفورة بإتقان ،
فأصدر صوتًا مزعجًا مبحوح وكئيب كأنه أنين أشباح تتجول
في الليالي المقفرة
ما إن سمع روان نيان الصوت حتى غطّى أذنيه وهمّ بالفرار،
ولكن ولي العهد ناداه
ولي العهد : “ الطبيب روان ، إن لم تكن مشغولًا ،
فهلا جلست تستمع إلى مقطوعتي الموسيقية ؟”
فجأة تذكّر روان نيان ذلك الدواء الغريب الذي منحه له ولي العهد،
فاستقام وضمّ كفيه في تحية قائلًا :
“ اطمئن يا صاحب السمو ، لن أفشي أمر زيارتك لبيت الأوتار !” ( بيت دعارة )
ثم استدار روان نيان وهرب فورًا
نظر مورونغ يان إليه بجمود : “……”
رفع غو لانغ عينيه ونظر إليه : “بيت الأوتار ؟”
مورونغ يان بسرعة : “ لم أفعل ! لم أذهب !
لا تصدّق هراءه !”
غو لانغ: “ يهذي إذًا ؟ أيوجد بينكما عداوة ؟”
مورونغ يان تململ وقال: “… إنه يجازي الإحسان بالإساءة ! "
لم يبدُ غو لانغ مقتنع
فقال مورونغ يان وهو يعانق خصره ويتمتم عند أذنه :
“ فكر قليلاً ! أنت بهذه القوة …
كيف لي أن أحتفظ ببعض الطاقة لأصرفها على غيرك ؟”
غو لانغ: “……”
خطف غو لانغ الناي من يده ، ونهض وغادر
ركض مورونغ يان خلفه على الفور ، وهو يضحك :
“ لا تهرب ، حان وقت تجربة رداء الزفاف .”
لم يكن في القصر سابقة لزواج وليّ العهد من رجل ،
لذا حين بدأوا في إعداد رداء الزفاف ،
لم يُجهد أحد نفسه بالتفكير ،
ففصّلوه على النمط المعتاد
حين أُرسلت الملابس ،
نظر غو لانغ إلى الرداء القرمزي الواسع ، ( رداء زفاف انثوي منفوش )
فبدأ شريانه عند الصدغ ينبض بقوة
فسارع مورونغ يان بأمر الخدم أن يعيدوها لتُعدّل ،
طالبًا تجهيز طقمان متماثلان من زي الرجال
وهذه المرة ، جاء الرداءان بعد التعديل
كلاهما زي زفاف رجالي
أراد غو لانغ أن يرتدي ملابسه بنفسه،
لكن مورونغ يان أصر أن يساعده،
و يتلمّس خصره ويدلك ظهره،
حتى أمضيا نصف اليوم في شد الأزرار وربط الحزام،
ولم ينتهيا إلا عند آخر زر
هذه أول مرة يرى فيها مورونغ يان غو لانغ مرتديًا الأحمر
اللون الأحمر القاني ينسدل على جسده بإتقان،
فزاد من بياض بشرته، حتى بدا كلوحة مرسومة
لم يشبع مورونغ يان من النظر إليه،
فعيناه تتبعان طيات الثوب من حافته حتى صعدت بعنقه…
سأله غو لانغ بقلق وهو يتململ من نظراته : “ما بك؟”
عانقه مورونغ يان بلطف، وهمس:
“ أميري… يبدو رائعًا برداء الزفاف "
احمرّت أذني غو لانغ قليلًا ،
ودفعه بخفة : “ اذهب أنت وبدّل ملابسك أيضًا .”
أمسك مورونغ يان بيده ،
ووضعها على حزام خصره : “ بدّل لي ملابسي…
أليس هذا أفضل ؟”
توقف غو لانغ لحظة ، ثم بدأ يفك الحزام ببطء
..
خارج الغرفة ،
الخصي تشين يقف متحفّظًا ، ويده خلف ظهره
سمع من الداخل حفيف خفيف للملابس،
ثم جاءه صوت غو لانغ يقول:
“ كأنها ضاقت قليلًا… هل ازداد وزنك ؟”
ثم جاء صوت حفيف آخر ، أعقبه فتح الباب فجأة ،
وخرج منه ولي العهد بوجه متجهم عابس ، وأمر بصرامة :
“ من اليوم ، أريد طعامًا نباتيًا فقط !!! "
الخصي تشين : “… مفهوووم سموك "
✧——————————-
بعد عشرة أيام ،
الحرير الأحمر يرفرف في كل أرجاء القصر،
كما امتلأت العاصمة كلها بالفوانيس الحمراء،
يعمّها الفرح والاحتفال
ففي هذا اليوم زفاف ولي العهد
و عمت البهجة في سائر أرجاء الإمبراطورية
جلست شو جينغ إر على سطح أحد المباني ،
تراقب من بعيد ولي العهد وغو لانغ وهما يركعان تحت
ضوء القمر لأداء طقوس الزواج ،
وعيناها تفيض بالدموع، لا تستطيع كبحها
سون فانغ إلى جوارها، يناولها منديل في صمت
لم يفهم لماذا تبكي ، كل ما يعرفه أنها كانت تترقب هذا اليوم بشوق ،
وكانت مصممة أن ترى حفل زفاف ولي العهد وغو لانغ بوضوح ،
فصعدت فوق السطح
قال لها سون فانغ مهدئًا : “ كفى بكاءً…
هذا يوم سعيد ، عليكِ أن تفرحي .”
أجابت شو جينغ إر وهي تشهق : “ أنا أبكي لأنني سعيدة للغاية …”
مسحت دموعها ،
ثم أمسكت بيد سون فانغ فجأة وقالت:
“ سون فانغ ، هل يمكنك أن تأخذني إلى جناح ولي العهد بعد قليل ؟”
سألها سون فانغ باستغراب : “ لماذا ؟ ماذا تريدين هناك ؟”
ضغطت شو جينغ إر على منديلها ،
وهمست بخجل : "أريد... أريد أن أسمع ليلة زفافهما...
صوت واحد فقط ، مجرد صوت واحد !"
سون فانغ: "......"
{ أخشى أن يقتلني الرئيس إذا فعلت ذلك }
✧——————————-
تحت السقف ،
روان نيان الذي أسكره كأسان من الخمر ،
يجذب ذراع تشو فنغيون وهو يتمتم برغبته في إثارة ضجيج ليلة الزفاف
انحنى تشو وحمله على كتفه، مغادراً المكان
لكن ولي العهد بعد انتهاء مراسم الزفاف لم يعد إلى القصر الشرقي
توجه إلى الإسطبل وأحضر الحصان آ-تسي ،
ثم ارتحل مع غو لانغ إلى قصر عائلة غو
ارتديا زيهما الأحمر الفاخر،
ثم ركعا معاً في فناء قصر والدي غو لانغ
قال مورونغ يان وهو يُمسك يد غو لانغ :
" أيها الأب ، أيها الأم
لقد تزوجنا اليوم . اطمئنا ، سأعتني به جيداً من الآن فصاعداً ."
انسابت نسمات المساء في الفناء ،
بينما تمايلت الأعشاب البرية مع صوت حشرات الليل الهادئ
: " مورونغ..." تحدث غو لانغ ،
ثم تذكر الاسم الذي ناداه به الخصي أثناء مراسم الزفاف :
" ولي العهد لي هان "
في الحقيقة كان يعرف أن اسم ولي العهد الرسمي هو لي هان ،
لكن الشخص الذي عرفه كان دائماً مورونغ يان ،
ومع مرور الوقت لم يبقى في قلبه سوى اسم ' مورونغ '
بعد تردد ، ناداه مجدداً بشعور غريب : "لي هان ..."
اقترب مورونغ يان حتى لامس جبينه ،
وقال ضاحكاً : " لي هان هو ولي عهد شعب يان ،
أما أنا، فسأظل دائماً مورونغ الخاص بك وحدك "
ارتفع القمر في السماء ، منيراً الفناء كأنه نهار
حدّق غو لانغ فيه،
وعيناه تلمعان، وهمس : " مورونغ..."
امتلأ الفناء بضوء القمر الأبيض كالثلج النقي ———
—— الــ🩷ــنــهــايــة ——
تعليقات: (0) إضافة تعليق