Extra1 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
الليل عميق السكون والهدوء ،
وفي أرجاء قصر غو الخالي ،
ترددت أصداء حوافر الحصان — طق طق —-
تتخللها بين الحين والآخر أنفاس وتآوهات مكتومة يصعب كبتها
دفن غو لانغ وجهه في عنق مورونغ يان،
وامتزج عرق جبينه بعرق عنق الآخر في تقارب حارّ
أنامله تشد على رداء الزفاف الأحمر القاني الذي يرتديه مورونغ يان،
و يتأوه بصوت متقطع على ظهر الحصان المهتز :
"مورونغ… توقّف… تـ… توقف… آه…"
عضّ مورونغ يان برفق على الترقوة المتوردة الظاهرة من الياقة ،
وعانق غو لانغ إليه بقوة أكبر ،
وهمس بصوت مبحوح:
" عليك أن تأمر آ-تسي أن يتوقف ، ليس أنا "
: " أنت… آه…" ارتعش جسد غو لانغ حتى تهاوى ،
وبدأ يشكّ بشدة أنه لم يكن بعقله حين وافق على ركوب
الحصان مع مورونغ يان
مدّ يده المرتجفة إلى الخلف يحاول الإمساك باللجام ،
إلا أن مورونغ يان أمسك بيده وأعادها إلى فمه يقبّلها برقة
: " أنت أشد احمرارًا من رداء الزفاف هذا …." همس وهو
يتنفس بثقل ،
ونَفَسُه الحار يلامس وحمة عين غو لانغ الحمراء : " جميل جدًا…"
رفع غو لانغ رأسه قليلًا ،
وأصابعه تمرّ على عنق مورونغ يان المبتل بالعرق ،
وهمس مرتجفًا:
" وأنت أيضًا… محمّر…"
أطلق آ-تسي صهيلاً ، ولوّح بذيله ،
و يركض في دوائر فوضوية تحت ضوء القمر المكسوّ بالجدران العالية…
✧——————————-
كان سون فانغ يرافق شو جينغ إر متخفيَين تحت نافذة جناح وليّ العهد ،
يتربصان حتى منتصف الليل ،
لكن دون أن يسمعا أي حركة
قالت شو جينغ إر بحيرة: " هذا غير معقول ،
لم نسمع شيئ !
هل يمكن أن… وليّ العهد لا يستطيع ؟"
أجاب سون فانغ بمرارة: " أعتقد… أنه لا يوجد أحد في الداخل "
: " لا أحد؟" اتسعت عينا شو جينغ إر : " أين ذهبا إذن؟"
هزّ سون فانغ رأسه : " بما أنهما ليسا هنا ، فلنعد ."
: " لا!" تمسكت شو جينغ إر برأيها: " طالما أننا جئنا ،
لا يمكننا الرحيل دون أن نسمع شيئ !
فلننتظر قليلًا ، ربما سيعودان بعد لحظات ."
لكن الانتظار طال ، حتى غلبها النعاس ونامت ،
دون أن يعود وليّ العهد و أميرته
وحين حملها سون فانغ على ظهره وغادر القصر الشرقي،
بالكاد عبر الباب، فإذا بمورونغ يان يمتطي الحصان آ تسي،
وبين ذراعيه غو لانغ، نائم أيضاً
ارتجف سون فانغ : "ر -رئـ ، الرئيس …"
نظر مورونغ يان إلى شو جينغ إر النائمة على ظهر سون فانغ،
وسأله: "ماذا تفعل هنا؟"
تلعثم سون فانغ ، ودار بعينيه سريعًا ثم قال :
" نحن… نتأمل القمر !
نعم ، القمر الليلة مدوّر للغاية !"
فجأة ، تحركت شو جينغ إر على ظهره وتمتمت :
" هل عاد ولي العهد ؟
أريد أن أسمع ليلة الدخلة…"
سون فانغ: "…………"
مورونغ يان "اووووووه " طويلة
سون فانغ بسرعة : " لـ-ليس كما تظن ،
يا رئيس دعني أشرح !"
مورونغ يان : " تفضل "
: " نحن، نحن حقًا…" بدأ صوت سون فانغ يخفت شيئًا
فشيئًا : " كنا… كنا نستمتع بجمال القمر."
ضحك مورونغ يان بسخرية دون أن يبتسم حقًا:
" ثم بالمرة تستمعون إلى ليلة الدخلة ؟
تعبتم، أليس كذلك؟
انتظرتم طويلًا؟
تريدون أن تواصلوا الاستماع ؟"
: " لا، لا لا!" ارتعدت أطراف سون فانغ حتى كادت ساقاه تنهاران،
وبدأ يشك أنه سيُرمى في البركة ليُطعَم للأسماك غدًا :
" نحن ، نحن ، سنعود الآن ، فورًا !"
ثم ركض هاربًا كأن شبحًا يطارده
تمتم غو لانغ، وهو يتقلب في حضن مورونغ يان،
بنصف وعي: "ما الذي حدث؟"
قال مورونغ يان وهو يعانقه بلطف :
" لا شيء ، نحن عائدان إلى القصر ."
✧——————————-
في اليوم التالي ،
كان الإمبراطور يأكل ساق خروف مشوي في قاعة الدراسة الإمبراطورية ،
عندها دخل أحد الخصيان مهرولًا ليبلغه أن ولي العهد
وزوجته جاءا لإلقاء التحية
"كُح كُح…" كاد يختنق ،
فسارع إلى إخفاء ساق الخروف تحت الطاولة،
بينما لم يكن قد ابتلع ما في فمه بعد،
ولكن ولي العهد وغو لانغ دخلا
قال ولي العهد، وهو يسحب غو لانغ معه ليركعا:
" نحن نحيّي والدنا الإمبراطور "
قال الإمبراطور وفمه ممتلئ باللحم : "هممم…"
رفع ولي العهد رأسه، وشمّ الهواء قليلًا ثم قال فجأة:
" والدي ، ساق الخروف سقط ."
فزع الإمبراطور ، نظر أسفل الطاولة وقال بصوت متلعثم:
" أين؟ أين سقط ؟"
غو لانغ: "…….…" { لقد خدعك }
ابتسم ولي العهد : " أليس في فمك يا والدي ؟"
أدرك الإمبراطور عندها أنه وقع في الفخ،
فقرر أن يستسلم للأمر الواقع،
وأخرج ساق الخروف من تحت الطاولة ليكمل الأكل
قال وهو يمضغ: " إن لم يكن لديكما شيء ،
فعودا إلى قصركما .
هل أنهيت مراجعة المذكرات الرسمية ؟"
أجاب ولي العهد: " في الواقع لديّ أمر…
أحتاج من المطبخ الإمبراطوري أن يشتري مزيد من التوفو،
كي أعدّ لك حساء التوفو بالخضار ."
الإمبراطور : "…"
وضع الإمبراطور ساق الخروف جانبًا بصمت، وقال:
" لم آكل سوى لقمتين… يكفي أن أشرب حساء التوفو مرة
واحدة، أليس كذلك ؟"
ولي العهد: " لقمتان تعني وجبتين بطبيعة الحال ."
غضب الإمبراطور : " أنت… ابن عاق !
أخرج ، لدي أمر أود قوله للشاب غو "
أمسك ولي العهد بيد غو لانغ وقال: " أنت زوجة ولي العهد ،
يجب أن تقف في صفي ."
غو لانغ: "……"
رفع الإمبراطور مذكرة من على الطاولة
ورماها على ولي العهد ، وقال: " كلامك كثير ! أخرج حالًا !"
لم يكن أمام ولي العهد سوى أن يغادر على مضض
نظر غو لانغ نحو الإمبراطور بحرج، وقال : "جلالتك ، أنا…"
سعل الإمبراطور سعال خفيف
فصحح غو لانغ نفسه: "…أبي الإمبراطور "
أومأ الإمبراطور العجوز برأسه ، وقال بنبرة ثقيلة مليئة
بالمعاني: "أنا أعلم أيضًا… هو يفعل كل هذا من أجلي،
يريدني أن أعيش أطول .
لكن الحياة والموت بيد الإله ،
ليست مسألة أن أتناول اللحم أقل ببضع وجبات ."
شعر غو لانغ بحرقة في قلبه، ولم يعرف ماذا يقول
تابع الإمبراطور متنهّدًا: " كنت أخاف في السابق… أن أرحل
وأتركه وحيدًا في هذا العالم .
السنوات الماضية كانت مليئة بالاضطرابات ،
الوزير لو بينغشان، وتشنغ يوفِي، ذئاب جشعة ذات نوايا شريرة،
تآمروا مع تشي الشمالية …
في هذه المدينة الإمبراطورية ، قلّة من يمكن الوثوق به…
لقد مرّ بطريق شاق… وأنا أحبه وأشفق عليه،
وأردت أن أحمل عنه بعض العبء،
لكنني في النهاية قد شخت ، ولم أعد أملك القوة ."
رد غو لانغ بصوت مليء بالمشاعر : " أبي الإمبراطور…"
نظر الإمبراطور إليه، وظهرت بسمة في عينيه، وقال:
" لكنه الآن… لديه أنت .
هو يحبك حقًا ، كلما ذكر اسمك ، يبتسم ،
ولم أره بهذه السعادة منذ سنوات…
بطبعه ، إذا أحبّ أحدًا ، فلن يتركه أبدًا .
وأنا لم أعد قادراً على منعه ، لا يسعني إلا أن أرجو منك أن
تُحسن إليه مستقبلاً ."
جلس غو لانغ باستقامة، وقال بجدية :
" اطمئن يا أبي الإمبراطور ، لن أخذله أبدًا ما حييت "
قال الإمبراطور وهو يربّت على لحيته ويومأ برأسه:
" جيد ، جيييد … إذًا فلتساعدني في إقناعه ،
ليتوقف عن أمرهم بصنع حساء الخضار والتوفو
حسناً ؟"
غو لانغ: "……"
✧——————————-
خارج قاعة الدراسة الإمبراطورية ،
وو ليو يحمل سيفه ، و يجرّ ولي العهد في حديث طويل ممل،
وفي سياق الحديث، لا يعلم كيف وصل إلى الحديث عن الحصان آ-تسي
قال وو ليو:
" وو تشي قال إن آ-تسي يبدو وكأنه بلا حيوية .
فمنذ ليلة البارحة وحتى الآن ، لا يأكل شيئ مهما أطعموه ،
ويستلقي بخمول في الإسطبل ،
و يصدر أحيانًا بعض الأصوات ."
ولي العهد بجمود :
"…… لعلّه… أُرهق الليلة الماضية "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق