Extra2 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
استيقظت شو جينغ إر من نومها بتكاسل ،
فتحت عينيها لترى الستائر المألوفة تحيط بسريرها،
رمشت عدة مرات ثم جلست فجأة وهي تصيح:
“ ليلة الزفاف … ماذا عنها ؟!”
قفزت عن السرير ، وفي اللحظة التي وطأت فيها قدمها الأرض،
داست على شيء ما، تبعه صوت صرخة مؤلمة:
“ آااه!”
مذهولة :
“سون… سون غاا ؟”
كان سون فانغ جالس على الأرض،
يفرك بطنه بوجهٍ شاحب وعيونٍ سوداء من قلة النوم
لقد أعادها سرًّا إلى القصر في منتصف الليل،
ولم يقوى على المقاومة،
فاستلقى على الأرض ونام من شدة التعب
لكن نومه لم يكن هادئ ….
لاحقته الكوابيس الواحدة تلو الأخرى: مرة يُقطع إربًا ويُرمى للأسماك،
وأخرى يُقدَّم كعلف للخيول،
وكل ذلك على يد ولي العهد ~
وكلما استغرق في النوم، استيقظ بفزع…
حتى ظن أنه أخيرًا نجا من كوابيس الأمير،
فإذا بقدم شو جينغ إر توقظه بصرخة مدوية
نظرت إلى شعره المنفوش وفوضى مظهره،
ولم تتمالك نفسها من الضحك،
فمدّت يدها وسرّحت شعره بخفة، وقالت بخجل:
“ سون غا ، آسفة… كنت أنا من طلب الانتظار ،
لكنني نمت أولًا…”
أجابها على الفور ، وهو لا يجرؤ على الحراك :
“ لا بأس! لا بأس أبداً !”
دقات قلبه تتسارع بشدة وهو جالس بثبات بينما هي ترتب شعره
لكنها تمتمت بحزن :
“ رغم ذلك… لم أسمع شيئ …”
سارع ليواسيها :
“ لا تقلقي ! نذهب مجدداً !”
أشرق وجهها فرحًا وسألته بلهفة :
“ حقًا؟ متى ؟”
سون فانغ: “……” { أهي جادة؟ تريد الذهاب مجددًا ؟ }
تلعثم :
“ ما رأيك لو نبدّل الهدف ؟”
{ أنا لا أريد أن أموت على يد الرئيس ! }
قالت وهي تبتسم:
“ قائد الحرس تشو فنغيون والطبيب روان مناسبين أيضًا .”
سون فانغ: “……”
{ وأنا لا أقدر على مواجهة تشو فنغيون أيضًا }
فجأة، انفتح الباب بقوة ، فدخل والدها الوزير شو تشي يان،، ونظر إليها ثم إلى سون فانغ
قالت وهي مذهولة:
“ أبي؟!”
رفع يده المرتجفة وسأل :
“ أأنتما… قضيتما الليلة معًا ؟”
ظن سون فانغ أن لا خطأ في السؤال ، فأومأ رأسه إيجابًا
وما إن فعل ، حتى أخرج الوزير عصا الريش وصاح غاضبًا :
“ وقح! سأقتلك أيها الفاسق !”
…
ففي الصباح قبل قليل ،
قابل ولي العهد عند بوابة قاعة العرش وقت المجلس الامبراطوري الصباحي ،
وقبل أن يهنئه بزواجه ،
سبقه الأمير قائلاً بابتسامة غامضة :
“ مبارك يا وزير ، متى تُقام حفلة الخطوبة في قصركم ؟”
تجمد الوزير وسأله بحذر :
“ ما الذي تعنيه يا سمو الأمير؟ أي حفلة ؟”
ابتسم ولي العهد :
“ أما زلت تتكتم على الأمر ؟
ابنتك قد وجدت فتى أحلامها ، وأنا مسرورٌ جدًا لأجلها .
ليلة البارحة كانا في منتهى الانسجام ،
ألا يعني ذلك أن الأمور سائرة نحو الأفضل ؟”
ضحك الوزير بمرارة ، ولم يجرؤ على سؤاله عن هوية الفتى.
وانسحب بسرعة
بعد مغادرته ، خرج غو لانغ من قاعة العرش وسأل مورونغ يان:
“ لماذا بدا الوزير في عجلة من أمره؟”
ضحك مورونغ يان :
“ يريد اللحاق بصهره قبل أن يهرب !”
غو لانغ استغرب :
“ صهر؟ من تقصد ؟”
فأجابه وهو يربّت على أنفه بلطف:
“ ألم ترَى سون فانغ؟ إنه كبير الحجم يصعب تجاهله !”
غو لانغ عبس قليلاً:
“ هل يحب جِينغ إر؟”
تنهد مورونغ يان :
“ لولا وقاحتي ، لما فهمتَ مشاعرك حتى شاب شعرك !”
ثم أضاف ساخرًا:
“ وأنت مازلت تسألني ببرود ، وكأنك لم تخفِي مشاعرك أبدًا .”
غو لانغ: “……”
{ أهذا شيء يُقال بفخر ؟ }
سحب مورونغ يان يده وسأله:
“ بماذا أوصاك والدي ؟”
تردد غو لانغ قليلًا ، ثم قال بتكلف:
“ قال… ألّا تطلب له حساء الخضار والتوفو مجددًا ، رجاءً…”
توقف مورونغ يان عن السير ،
ثم بدأ يتحسّس جسد غو لانغ بلا مقدمات
غو لانغ: “…… ما الذي تفعله؟”
ردّ وهو يضغط على خصره:
“أبحث عن الهدايا التي منحك إياها والدي .
أتتآمر معه لتدللني؟”
غو لانغ: “……”
{ أنا… لم أفعل! }
⸻
في طريق عودته ، تذكّر الوزير مشهد ابنته في العربة ،
وهي تضحك بخجل وهي تراقب تشو فنغيون والطبيب روان نيان
{أهي معجبة بالقائد ؟ أم بالطبيب ؟}
كان بالكاد يعرف ابنته ، فقد شغلته مهام البلاط عن متابعتها،
ولم يكن يعلم ما تحب أو تكره
كان يراها أحيانًا ترسم، لكنها لا ترسم جبالًا ولا أنهارًا،
بل تطلب من خادمين وسيمين أن يعانقا بعضهما،
وتشرع في رسمهما وهي تبتسم!
{ تحب الرسم؟ إذًا ربما تفضل المثقفين، كـ روان نيان…}
لكنّه تذكر حديثها مع خادمتها عن حبها لرؤية المشاجرات،
خاصة حين يتخللها البكاء
{مشاجرات؟ إذًا تميل للرجال الأقوياء، مثل تشو فنغيون؟}
فكر كثيرًا، لكن لم يصل لنتيجة
وفجأة، قفز إلى ذهنه ذلك الشاب الذي ظهر من العدم،
النائب للرئيس كازينو الجبال والأنهار…
{ مستحيل… مستحيل أن يكون هو !
ذاك السفيه الذي تجرأ ذات مرة وقال إن جِينغ إر حبلى منه !
حقًا ، وقاحة بلا حدود ! }
عاد إلى القصر مسرعًا،
وفتح باب غرفة ابنته… ليرى سون فانغ مختبئًا بداخلها
“ أيها الوقح ! ما زلت تجرؤ على المجيء ؟ سأقتلك !”
و طارد سون فانغ في أرجاء الفناء،
وهو يضرب ويحطم، حتى تناثرت أحواض الزهور
قال سون فانغ، وهو يتفادى الضربات:
“ أيها الوزير… اهدأ رجاءً !”
ركضت شو جينغ إر لتوقف والدها:
“ أبي، ما الذي فعل سون غا ؟ لماذا تضربه ؟”
صاح متألمًا :
“ كيف تحمينه ؟! انظري إلى تشو فنغيون وروان نيان،
أليسا أفضل منه بألف مرة ؟
كيف اخترت هذا ؟!”
سون فانغ: “……”
قالت شو جينغ إر وهي تحمر خجلًا:
“ أبي، لا تقل هذا الكلام…”
ظن أنها ستنكر علاقتها بـ سون فانغ، فقال بأمل:
“ هل تقولين أنه لا شيء بينكما ؟”
لكنها ردت بهدوء :
“ تشو القائد والطبيب روان يحبّان بعضهما ،
إنهما ثنائي مثالي .”
الوزير: “……”
تابعت ، حين رأت صمته :
“ أبي؟ ما بك؟”
همس الاب مذهولًا :
“ القائد والطبيب… يحبّان الرجال ؟”
هزت رأسها مؤكدة
قال بحيرة:
“ وولي العهد… يحب الرجال أيضًا ؟”
أومأت برأسها مجددًا :
“ وتزوج بالفعل .”
{ وكدت أسمع صوتهم في ليلة الدخلة ! }
فجأة، التفت الوزير إلى سون فانغ وسأله بجزع:
“ وهذا ؟ هل يحب الرجال أيضًا ؟!”
سون فانغ: “……”
{ لا ! بالتأكيد لا ! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق