Ch6 | Rainfall: 100%
بالنسبة لهاو تشييوي، كان هذا اليوم عاصفًا،
مليئًا بالتقلّبات والمنعطفات غير المتوقعة
قبل لحظات فقط، كانت تدندن بلحنٍ خفيف وهي تسخّن
غداءها في غرفة الشاي،
لكن ما إن استدارت حتى توقّف قلبها للحظة — كان ليو بو واقفًا خلفها
وبالنسبة لفتاة صغيرة السن، لا تملك الكثير من الخبرة الحياتية،
فإن شهرين فقط من العمل إلى جانب شخص مثل ليو بو
كانا كفيلين بترك ظلّ نفسي سيستمر مدى الحياة
ابتسامة ليو بو كانت عريضة ومليئة بالأسنان، لكنها بلا دفء
و قال بنبرة مزعجة : " شياو يوي أليس كذلك ؟ "
( الشابة يوي / اسمها هاو تشي يوي )
أجبرَت هاو تشييوي وجهها على ابتسامة بدت وكأنها
ستشقق ملامحها : " سنباي ليو "
: " تستعدين لتناول الطعام ؟ "
: " … نعم "
ما إن جلست لتناول غدائها الساخن ، حتى انخفض رأسها
مباشرةً نحو هاتفها ،
وأخذت أصابعها تطير عبر لوحة المفاتيح وهي ترسل نداء
استغاثة عاجل في مجموعة الدردشة
لكن الحظ لم يكن إلى جانبها
تشين كان كان مشغول بجلب الكواشف من المستودع ،
و أخوها هاو ووتشو عالق في اجتماع ،
ولوو جياجيا في الولايات المتحدة ،
كانت وحيدة تمامًا ——
في غرفة الشاي زاوية مريحة بها طاولة دائرية كبيرة ،
و غالبًا تُستخدم لتناول الطعام
ولسوء حظها، لم يغادر ليو بو بعد أن ملأ كأسه بالماء كما تمنّت ،
بل مشى بهدوء مزعج وجلس بالقرب منها — ليس قريب
جدًا ولا بعيد جدًا
و قال بنبرة خبيثة : " لم أرك منذ زمن .
كيف تسير أمور مشروعك ؟
راضية عن تقدّمك ؟ "
كان الهجوم المستتر خلف كلماته كافي لأن يجعل فروة
رأس هاو تشييوي تقشعر
صرخت داخلياً ، مستنجدةً بمن ينقذها
لكن ليو بو كبير في المرتبة ، وتجاهله تمامًا لم يكن خيارًا متاح ،
تماسكت هاو تشييوي وأجابت :
" الأمور تسير على ما يرام ...
تشين-غا يعلّمني الكثير "
: " آووه تشين كان " ضحك ليو بو ، ونبرته مشبعة بالسخرية
والتلميح : " يملك طاقة لا بأس بها ، أليس كذلك ؟
وقلبه طيب جدًا ، يقبل بمرافقة طفلين في مشروع واحد .
ألا يخاف أن يؤثر ذلك على تقدّمه هو نفسه ؟ "
كان هذا هو الحدّ الذي لم تعد هاو تشييوي قادرة على
تحمّله : " في الواقع ، مشروع تشين-غا يحرز تقدمًا كبيرًا.
ساعدناه كثيرًا ، وهو صبور إلى حد مذهل .
والآن نحن نعمل سويًا على ….. "
قاطعها ليو بو بإشارة عابرة من يده ، ونبرة مزيّفة بالاهتمام:
" تشين كان شخص جيد ، لا شك في ذلك .
لكن دائمًا يهمل نفسه قليلًا .
أنا نشرت مؤخرًا ورقة بحثية مع فريقي الجديد .
استغرق إعدادها وقت ، لكن في النهاية تم قبولها .
عليه أن يدفع بنفسه للأمام أكثر .
إن تأخّر كثيرًا في النشر ، فقد يؤثر ذلك على تخرّجه .
وهذه ليست مسألة بسيطة "
الحديث مع شخصٍ أنانيّ مثل ليو بو يشبه المشي في حقل ألغام
أجبرت هاو تشييوي وجهها على ابتسامة جديدة ،
بينما عيناها تتقلّبان من الداخل ،
لم يخطر ببالها ردّ لاذع في تلك اللحظة ،
لكنها كانت متأكدة من شيء واحد
تشين كان كان بمستوى أعلى بمراحل من ليو بو
لكن الكمال الذي يسعى إليه تشين كان في أبحاثه جعله
دائمًا يؤجّل النشر حتى يحصل على ' الكمال الحقيقي ' الذي يتصوّره ،
رغم أن البيانات والنتائج التي يملكونها كانت كافية تمامًا لورقة علمية قوية
هي وهاو ووتشو لم يكونا يمانعان —- فالجودة كانت أهم
من الكمية في عالم الأبحاث ،
وقد كانا يساعدانه بإخلاص طوال الوقت
لكن في هذه اللحظة ، بدا أن كل ثانية إضافية تقضيها في
الحديث مع ليو بو كانت تعذيبًا بطيئ
همّت بأن تنحني مجددًا نحو هاتفها لتكتب نداء استغاثة جديد في مجموعة الدردشة ،
لكن باب غرفة الشاي انفتح فجأة
خفق قلبها بقوة — { هل وصلت التعزيزات التي وعدت بها لوو جياجيا أخيرًا ؟ }
لكن عندما استدارت لترى من القادم ، تجمّدت آمالها في مكانها
كان ذلك… شي ييجين
هاو تشييوي نادرًا تفاعلت عن قرب مع شي ييجين
في نظر هاو تشييوي، كان كل من شي ييجين وتشين كان
بمثابة مرشدين أكبر منها سنًّا،
لكنّ الفرق بينهما كان كاختلاف الليل والنهار
تشين كان أشبه بشمس دافئة ومشرقة ،
بينما شي ييجين كقمر بارد وبعيد
شي ييجين يحافظ على مسافة مهذبة لكن منيعة مع الجميع ،
تحيطه هالة من الغموض
لم يكن منخرط في أي من المجموعات الصغيرة في المختبر ،
ولا يبدو من النوع الذي قد تستدعيه لوو جياجيا كـ ' منقذ '
وجوده هنا لم يكن ليعني سوى شيء واحد — أنه جاء ليشرب قهوته
وبالفعل مرّ شي ييجين بجانب الطاولة ، وبعد لحظات ،
ملأ أزيز خافت من آلة القهوة أرجاء الغرفة
غمرها شعور عميق بالخيبة
بدا لها أن عليها أن تواجه هذه المحنة وحدها حتى النهاية
استسلمت للواقع ، وابتسمت ضاحكة ضحكة جوفاء :
" هءهءهءء ، تهانينا !
إذن يا سنباي لأي مجلة أرسلت الورقة ؟ "
كان ليو بو بانتظار هذا السؤال :
" أرسلتها إلى JCHH. راضي جدًا عنها " قال بنبرة فيها
استعلاء واضح، ثم أضاف:
" عليكما أن تضغطا قليلًا على تشين-غا .
الفتيات الصغيرات يجب أن يفكرن بمستقبلهن .
أن تتابعي أحد مثله طوال هذا الوقت بلا نتائج …
ماذا ستفعلين لاحقًا ؟ "
ارتعشت ابتسامة هاو تشييوي الزائفة للحظة،
بينما لعنته داخلياً
{ غريب ؟ لم تكن تفكّر بمستقبلي عندما كنتَ تجعلني
أغسل الكؤوس الزجاجية أليس كذلك ؟ }
وفي هذه اللحظة، توقفت آلة القهوة عن الأزيز
وبينما تظن أنه سيغادر ، فاجأها شي ييجين
فنجان القهوة في يده ، و تقدّم بخطوات هادئة ،
ووضع الكوب على الطاولة ،
ثم جلس في المقعد الفارغ إلى جوارها
حركاته عادية للغاية ، لكن لحظة جلوسه ،
كان قد اتخذ موقع يجعله يجلس بالضبط بينها وبين ليو بو،
قاطعًا التواصل المباشر بينهما
قد يبدو الأمر مصادفة ، لكن النية الخفية خلف هذا
التصرف لم تكن خافية على أحد
رمشت هاو تشييوي بدهشة ، وقد أخذها الموقف على حين غرّة
رغم أنها أقنعت نفسها بأن جلوس شي ييجين إلى جوارها
لم يكن إلا محض صدفة،
فإن شعور خافت بالارتياح تسلّل إلى صدرها ، جاعلًا أنفاسها أكثر سهولة
في اللحظة التالية ، سمعته يتحدث بجانبها ، بصوته الهادئ الرصين:
" هل كنتما تتحدثان عن JCHH؟ "
اتّسعت عينا هاو تشييوي قليلًا — كانت تلك أول مرة تسمع
فيها شي ييجين يبادر بالحديث معها
بل، وبشكل أدق، كانت أول مرة تراه يشارك طواعية في أي حوار على الإطلاق
استدارت لتلتقي بنظراته ، وجاء ردّها دون تفكير:
" نعم "
سألها بنبرة ثابتة :
" هل تفكرين في تقديم مقالة لديهم ؟
هل استشرتِ جوناثان بشأن ذلك ؟ "
عندها فقط أدركت هاو تشييوي أن شي ييجين قد فهم
الأمور على نحو خاطئ — ظنّ أنها هي من تفكّر في تقديم ورقة بحثية
فأسرعت تهز رأسها نفيًا وتقول :
" لا، لا، ليس أنا .
في الحقيقة هو … "
لكن قبل أن تكمل ، كان شي ييجين قد أومأ ،
وكأن عبارة ' ليس أنا ' كانت كافية له،
ثم أعاد نظره إلى فنجان القهوة بين يديه ،
" جيد . من الأفضل ألّا تفعلي "
ما إن قال هذه الجملة ، حتى خيّم على الغرفة صمت ثقيل مشوب بالحرج ~~
تغيرت ملامح ليو بو فورًا ،
لكنه تمكّن من التظاهر بابتسامة باهتة وسأل :
" ولِمَا لا ؟
هل هناك مشكلة في النشر في JCHH؟ "
رفع شي ييجين عينيه ببطء ،
وكأنه انتبه الآن فقط لوجود الرجل الجالس أمامه ~ :
" ليست مشكلة كبيرة …. " ردّ بنبرة محايدة
لكن قبل أن يتمكن ليو بو من الرد ،
تابع شي ييجين بصوته الهادئ نفسه :
" فقط… مجلاتهم باتت ' مخففة القيمة ' في السنوات الأخيرة .
النشر لديهم قد يحمل بعض المخاطر الأكاديمية مستقبلًا "
( مصطلح ازدرائي للمجلات الأكاديمية ذات المنشورات منخفضة الجودة،
وغالباً تعطي الأولوية للكمية على جودة المعلومات لتحقيق الأرباح )
لم تستطع هاو تشييوي منع نفسها — حاولت كتم ضحكتها،
لكنها خرجت رغمًا عنها، خفيفة مكتومة " ههههههه "
أقسمت داخليًا أن الأمر لم يكن متعمدًا ،
لكنها ببساطة لم تتمكن من السيطرة عليها
فبعد أشهر من العمل مع ليو بو ، كانت تعرف جيدًا كم كان
يقدّر سمعته — وخصوصًا في الوسط الأكاديمي
وكلمة ' مخففة القيمة ' بالتحديد ،
لا شك أنها أصابت كبرياءه في إعدام ~~~
و كما كان متوقع ، تحوّل وجه ليو بو إلى درجات متباينة من الأخضر والأحمر،
حتى تمكن أخيرًا من السؤال ، بنبرة حاول أن يسيطر عليها:
" ومن تكون أنت…؟ "
ردّت هاو تشييوي، بنبرة مهذبة لكنها مباشرة:
" هذا هو السنباي شي ييجين ،،
انضم إلى فريقنا مؤخرًا "
وبمجرد أن سمع ليو بو الاسم ،
ظهر وميض خافت من الإدراك على وجهه
من الواضح أنه سمع بهذا الاسم مرارًا في الآونة الأخيرة،
لكنه لم يتوقع أبدًا أن يكون ذلك الشاب الأنيق الجالس
أمامه هو المعنيّ — شاب وسيم ، وهادئ الطباع ،
لكن كلماته قبل قليل ما زالت تلسع
ظلّ وجه ليو بو متجهمًا وهو يقول:
" ليس من اللائق وصف مجلة بأنها “مخففة القيمة”.
هل نشرت شيئًا فيها من قبل ؟ "
أجابه شي ييجين بكل بساطة:
" لا، لم أفعل "
ليردّ عليه ليو بو مستنكرًا، محاولًا الهجوم:
" إذًا ما الذي يمنحك الحق … "
لكن شي ييجين قاطعه، دون أن يتغير صوته أو نبرته:
" لكنني تلقيت دعوات لمراجعة مقالات فيها عدّة مرات "
هاو تشييوي: " …؟! "
ليو بو: "……"
تابع شي ييجين كلامه بنبرة هادئة،
كما لو كان يناقش مسألة بحثية عادية:
" رغم أن المجلة لا تزال تحتفظ بقدر من السمعة الجيدة،
فإن جودة أبحاثها باتت متذبذبة في العامين الماضية .
مدة المراجعة تقلّصت ،
عدد المنشورات يرتفع باطراد ، والرسوم في ازدياد .
برأيي الشخصي ، هم يسيرون بخطى ثابتة نحو مصاف
المجلات من الدرجة الثانية "
ثم التفت إلى هاو تشييوي، موجّهًا نصيحته بكل صدق :
" إذا كنتِ تخططين للاستمرار في المسار الأكاديمي ،
فأنصحك بالتحدث مع جوناثان واختيار مجلة مختلفة .
أو، بإمكانكِ أخذ المزيد من الوقت لتنقيح عملك وتقديمه
إلى مجلة ذات جودة أعلى .
لا داعي لتحمُّل مجازفة قد تترك وصمة أكاديمية في سيرتك "
كانت كلماته منطقية ، ونبرته هادئة ،
وهيئته تعكس تمامًا شخصية الموجّه الخبير الذي يوجّه
نصيحة صادقة لطالبة تحت رعايته
هاو تشييوي كانت على وشك الانفجار ضاحكة ~~
نظرت إلى ليو بو، الذي أصبح وجهه مشدود ومتحجّر إلى
درجة جعلته يبدو كاريكاتوري
عندها أمالت رأسها قليلًا ، واستجمعت شجاعتها لتردّ بصوت أعلى قليلاً :
" … مفهوم . شكرًا على التوجيه سنباي "
أومأ شي ييجين برأسه بخفة ،
ثم حمل فنجان قهوته ونهض متجهًا نحو الباب
وفي تلك اللحظة تحديدًا ، فُتح باب غرفة الاستراحة بقوة ،
ودخل تشين كان وهو يلهث قليلًا ،
يبدو أنه أسرع إلى هنا
وحين التقت عيونهما — شي ييجين وتشين كان — تجمّد
شي ييجين في مكانه للحظة
فتح تشين كان فمه ، وكأنه على وشك قول شيء ،
لكن قبل أن يتمكن من النطق ، أبعد شي ييجين بنظره ،
وهو يقبض على كوب القهوة بإحكام بينما مرّ بجانبه وخرج من الغرفة
لمعت عينا هاو تشييوي سعادة : “ تشين-غا !”
أما ليو بو — الذي كان قد بلغ حد الإهانة ، فانتهز الفرصة للمغادرة :
“لدي تجارب يجب أن أعود لها ، سأنصرف الآن ”
في غضون ثانيتين ، شخصان قد غادرا الغرفة دون أن يلتفتا للوراء
أما تشين كان فبقي واقفًا في مكانه ، في حيرة تامة مما حدث
لكن أول ما خطر بباله كان الاطمئنان على هاو تشييوي :
“ هل أنتِ بخير؟ ليو بو لم يزعجكِ، صحيح ؟”
حدّقت هاو تشييوي في وجهه للحظة ، ثم—
"ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه "
انفجرت ضاحكة بلا تحكم ،
وهي تلوّح بيدها والدموع تلمع في عينيها ،
“ هههههههههههه يا إلهي ،،، تشين-غا !
أنت لا تملك أدنى فكرة عما فاتك للتو !”
و بدأت تروي له ما جرى بحماس ،
تكاد لا تلتقط أنفاسها من الإثارة
“… العبقرية في الأمر أن كل كلمة قالها سنباي شي كانت
تبدو وكأنها نصيحة موجهة لي،
لم يتحدث مع ليو بو بشكل مباشر ولا مرة ،
ومع ذلك، كل جملة كانت تصيبه في مقتل ،
وكأنه سهم مصوّب بدقة نحو صدره !”
اتسعت ابتسامتها لدرجة بدت مؤلمة تقريبًا
“ لا أستطيع حتى أن أجزم إن كان يفعلها عن قصد أو فقط
لأنه بارد بهالشكل .
كل ما أعرفه هو— أنا في قمة السعادة !
كان عليك أن ترى وجه ليو بو !
تغيّرت ملامح هاو تشييوي إلى الحيرة : " لكن إن كان فعل
ذلك عن قصد ، فلماذا يساعدني ؟
نحن غريبان عن بعضنا ….
مهلًا… هل يُعقل أنه هو الـ‘دعم’ اللي قالت عنه جياجيا-جي في الدردشة ؟
هل يعرفها ؟”
صمت تشين كان، ثم قال :
“ سأعود بعد قليل "
—
بينما شي ييجين ينتظر المصعد ،
فتح تطبيق الطقس كعادة اعتاد عليها
كانت التوقعات تشير إلى هطول أمطار خفيفة بين الرابعة والسادسة مساءً
في البداية كان يخطط للعودة إلى المنزل قبل الثالثة والنصف ،
لكن وقبل أن يغادر المختبر ، وصلته رسالة من لوو جياجيا
ما كان يفترض أن يكون ' التفاف بسيط ' ، استهلك منه ما يقارب نصف ساعة
وحين خرج من غرفة الاستراحة ، كانت السماء قد أظلمت ،
والتعب بدأ يتسلل إلى جسده — و كل ما أراده الآن هو أن
يصل إلى منزله في أسرع وقت ممكن
المختبر يقع في الطابق الثالث ، لكن المصعد كان في
طريقه نزولًا من الطابق السابع ، وببطء قاتل ——-
وبينما يتردّد بين الانتظار أو استخدام الدرج ،
سمع وقع خطوات مسرعة يتردّد في الممر
كان هناك من يركض
تشين كان ——
رمش شي ييجين مرة ، ثم أخفى دهشته بسرعة وأبعد
نظرته ، محدقًا للأمام وكأن شيئًا لم يكن
لم ينبس أيٌّ منهما بكلمة
عندما انفتح باب المصعد أخيرًا ، دخل شي ييجين دون تردد
توقف تشين كان للحظة فقط ، ثم تبعه إلى الداخل
المصعد صغير ، والجو داخله مشحون بتوتر يكاد يُلمس
وبعد ثواني من الصمت الخانق ، كسر تشين كان الجمود أخيرًا:
“ هاو تشييوي أخبرتني بكل شيء .
شكرًا لك سنباي لأنك ساعدتها في وقت سابق "
ردّ شي ييجين بعد لحظة، صوته هادئ لكن فاتر :
“ لا حاجة للشكر ….
لوو جياجيا هي من تواصلت معي .
كنت فقط أردّ لها جميلاً سابق ”
ازداد التوتر في الأجواء ، وثقل الصمت غير المعلن عن
حديثهما الأخير ظلّ معلّقًا بينهما
تردّد تشين كان قليلاً قبل أن يسأل:
“ أأنت مدين لجياجيا-جي بشيء ؟
هل أنتما … "
لكن شي ييجين قاطعه ، نبرته حاسمة :
“ إن أمكن ، أُفضّل ألا نلتقي أو نتحدث مجددًا ”
رمش تشين كان بدهشة ، مصدوم :
“ ماذا ؟”
لم ينظر شي ييجين إليه ،
بل ثبت بصره إلى الأمام ، نحو الفراغ الضيق بين بابَي المصعد
ولم ينبس ببنت شفة لوقت طويل
وحين وصل المصعد إلى الطابق الأرضي،
سمع تشين كان تنهيدة خافتة تفلت من شفتي شي ييجين
ثم استدار أخيرًا ونظر إليه
ييجين : “ لأن ذكرى تلك الليلة لا تزال واضحة بوضوح مؤلم .
أخشى أن تزداد قدرتي على التحمّل الحسي ، وحينها لن
تعود الدمى القماشية التي أعتدت الاعتماد عليها كافية لإرضائي ….”
وأضاف بنبرة تقريرية :
“ لذا من الأفضل لي ألا أراك كثيرًا ….”
تجمدت ملامح تشين كان، وكأن دماغه قد توقف عن العمل
وكأن ييجين تذكّر شيئ فجأة ، فأومأ بخفة وتابع :
“ آووه أسف .. نسيت… أنت لم تصدقني في تلك الليلة على أية حال "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق