Ch106 | TDVWD

 Ch106 | TDVWD

ربما سيظل مزارعو طائفة نوان يان يذكرون هذه المعركة إلى الأبد، 

بل قد تُحفر في ذاكرتهم أعمق من المعركة الكبرى التي 

اندلعت بين العالمين سابقًا

لأنها كانت أشد يأسًا من كل معاركهم الماضية ، 

وكل خطوة فيها محفوفة بالمشقة ، 

يتعذر التقدم فيها كما يتعذر التراجع ——

وربما ، لن تسنح لهم الفرصة أصلًا لاستذكار هذه المعركة في المستقبل ، 

لأنهم—على الأرجح—لن يتمكنوا من الهروب من هذا الوهم أبدًا

كانت السماوية شيان يوي تظن أن أداتها قد كسرت الوهم، 

لكنها لم تتوقع أن تكون لا تزال محاصرة داخله

ما رأته أمامها كان أرضًا مستوية ، 

وقد نَقَرَتْ بقدمها برفق لتقفز بعيدًا ، 

لكنها في الحقيقة وطأت فخ داخل التشكيل

كان هذا الوهم بالغ الإتقان ، كالكابوس المتكرر ، 

طبقة تلو طبقة ، 

كلما ظننت أنها استيقظت ، اكتشفت أنها ما زالت تحلم

اعتقدت أنها حطّمت الوهم ، 

ورأت الوهم يتلاشى بعينيها ، فاسترخت للحظة ، 

لكنها سرعان ما أدركت أنها لا تزال بداخله ، 

وأن كل ما رأته من تحرر ما هو إلا وهم آخر ضمن الوهم 

كظل شبح ملتصق، لا يمكن الفكاك منه، لا يمكن الابتعاد عنه

دمج هذا التشكيل بالوهم كان شديد البراعة، 

مصمم الوهم يعرف مصمم التشكيل، 

والتنسيق بينهما كان مثالي إلى حد مروّع

بل إنهما توقعا ردّات فعل من يُحبسون داخل التشكيل، 

وأعدّا لهم فخاخًا أخرى تبعًا لردود الفعل تلك

كأنهم دمى مربوطة بالخيوط ، 

يُقادون داخل التشكيل ضمن مسارات محددة سلفًا

خطأٌ واحد ، يتبعه خطأ في كل خطوة

كل محاولة للهرب كانت عديمة الجدوى ، 

لأن الطرق أمامهم كانت معدومة، 

وفي ظل تلك الظروف، لم يكن لديهم سوى اتباع الطرق 

التي ظنوا أنها الأفضل… لكنها كانت بالضبط الطرق التي 

توقّعها واضعو التشكيل

ذلك الإحساس بكونهم تحت السيطرة الكاملة، 

جعلهم يدركون أنهم في مواجهة قوة تفوقهم… 

قوة حسابات مطلقة ودقيقة

التحكم في الوهم —— من عمل شي زيهي

تخطيط التشكيل —— بتوجيه من السماوي الموقر غوان نان

إتمام التشكيل والتقدير المسبق لردود الأفعال —— تشي مو ياو

لقد حسب تشي مو ياو حساب كل شيء، 

وكان يعلم أن السماوية شيان يوي ليست غبية

لكن حين رأى أن أول من استطاع العثور عليه ، 

بل واكتشف أنه مركز التشكيل ، 

كانت هي نفسها… فلم يستطع إخفاء دهشته

في تلك اللحظة ، كانت السماوية شيان يوي قد أُصيبت 

بجروح بالغة ، ورغم ذلك بدت على وجهها ابتسامة 

متشنّجة ، ضارية ومجنونة ، وهي تصرخ :

“ أيها الصبي المتعجرف ، تمتلك بضع ذرات من الذكاء 

وتظن أنك سيد الموقف؟ 

حين كنت أجول في عالم الزراعة ، كنتَ أنت مجرد قمامة 

تتسكع في الكهوف تبحث عن الشهوة ، 

حين كان الآخرون يكدّون في التدريب ، 

كنتم أنت تفتح فخذك لتزرع طاقتك ، 

فعلاً لقد فتحتم لأنفسكم طريق المستقبل اللامحدود !”

لكن تشي مو ياو كان يحدّق بها بعينين هادئتين كسطح ماء راكد ، 

يحميه الجرس الذهبي في جسده ، 

وهو في الوقت نفسه يُجري تقديره لتصرفاتها التالية

لم يهتم لوقاحتها ، فقد كان يدرك تمامًا أن استفزازها له لم 

يكن إلا حيلة لصرف انتباهه

ولذلك، لم يسمح لنفسه أن يتراخى

رفع ذقنه بهدوء ، دون أدنى رهبة ، وردّ بهدوء بارد:

“ أنا لا أجرؤ على التعجرف كثيرًا ، لو كنت حقًا بذلك القدر 

من القوة ، لما اضطررت إلى التسلل والقتال من وراء التشكيلات . 

مرت أشهر عدّة ، ومع ذلك لا تزالين تتنفسين… يبدو أنني 

لم أُحسن التعلُّم بما يكفي .”

في هذا التشكيل الوهمي ، واصل تشي مو ياو القتل عبر الجر والفرّ ، 

واستمر ذلك لعدة أشهر ———

ومع ذلك لم يتمكن من القضاء على جميع المزارعين 

السبعة عشر في مرحلة الجوهر الذهبي من طائفة نوان يان

كان مزارعو مرحلة الجوهر الذهبي حقًا عنيدين إلى حد مزعج

لو لم يكن الفرق في القوة واضح ، لما اضطر تشي مو ياو 

لاستخدام طريقة مرهقة كهذه ، تستهلك طاقته وروحه على حدّ سواء

السماوية شيان يوي حافظت على نبرتها الساخرة قائلة :

“ أتدري؟ في الواقع نحن لسنا إلا طُعمًا لتشتيت انتباهكم . 

الشخص الحقيقي الذي سيتحرك ضد رفيقك ، هو الآن إلى جانبه مباشرةً !

ومع مرور هذه الفترة ، من المرجّح أنه قد تسبّب بالفعل في 

دخول رفيقك حالة من الجنون الناري .

أليس من المعروف أن رفيقك إذا دخل تلك الحالة بفعل 

لهب تنين الهوي فإنه يفقد القدرة على التمييز بين الصديق 

والعدو، فيبدأ بذبح من يصادفه؟ 

لا أدري ما شكل المعركة التي ستنشب بينه وبين رفاقه من 

طائفة تشينغ زي هذه المرة… 

لكن القتال الداخلي؟ 

وااااه ، لا بد أنه سيكون مشهدًا رائعًا .”

لكن ملامح تشي مو ياو لم تهتز ، 

وبقي هادئ بلا تموّج ، 

بل إنه بعد أن أنهت حديثها ، ابتسم لها ببساطة

كان وجهه ساحرًا ، كأنه قطعة من اليشم النقي ، 

وهذه الابتسامة الساطعة على شفتيه كانت كأشعة الشمس الأولى على بركة ساكنة ، 

قادرة على أن تُزهِر الأزهار وتُربك القلوب

نظرت إليه السماوية شيان يوي، ولأول مرة شعرت بكراهية 

حقيقية تجاه هذا الوجه المثالي

قال تشي مو ياو بنبرة هادئة :

“ في الحقيقة ، حين علمت بخطتكم قبل وصولكم ، 

فكّرت حينها: إذا كان بالإمكان شراء ولاء أقرب المقربين 

إليكِ ، أفلا يمكنكم أيضًا شراء أحد حماة طائفة تشينغ زي؟

ألن تكونوا قادرين على خداعي بهذه الخدعة القديمة—

هجوم في الظاهر ، وتحريك للقطع من الداخل ؟ 

تشتّتون انتباهي في الخارج ، ثم تُلقون بيادقكم الثقيلة في عمق الطائفة ؟

أنا شخص… حين يتعلق الأمر بمن أحب ، 

أتحول إلى كائن حذر ومفرط في الشك . 

لذا، قمت بتعديل أماكن المقاعد التي يجلس عليها الحماة ، 

وضعت فيها بعض الحيل، وأخبرت زعيم الطائفة بالأمر مسبقًا .

زعيم الطائفة لم يكن يركّز فقط على الحماية ، 

بل ترك خيطًا من وعيه لمراقبة الحماة أنفسهم . 

إذا تجرأ أحدهم على الخيانة أثناء حماية زوجي ، 

فسيُفتَك به على الفور . 

لذا، خطتكم لجعل شي هواي يفقد السيطرة لن تُفلح .”

ولهذا بالتحديد ، قال تشي مو ياو من قبل إنه يثق بكلام يو 

يانشو بنسبة سبعين بالمئة فقط

فهو لم يكن متأكدًا مما إذا كان يو يانشو يعلم مسبقًا 

بوجود عميل داخل طائفة تشينغ زي أم لا، 

فالأخير لم يذكر هذا الأمر إطلاقًا

وإن لم يكن يعلم ، فربما كانت هذه الورقة المخفية من 

تدبير السماوية شيان يوي شخصيًا

أما إن كان يعلم… ولم يقل شيئ ، فهذا يعني أن يانشو تغيّر حقًا

وإن كان هدفه أن يمنع شي هواي من إتمام ارتقائه ، 

فهو ببساطة مستعد للتضحية بأي شيء ، 

حتى بصدق تحالفه ليضمن بقاء طائفة نوان يان

ففي هذه الحالة ، رغبته في قتل السماوية شيان يوي صادقة ، 

لكنه أيضًا لا يريد لشي هواي أن ينجح في الارتقاء

وإن كان هذا هو الحال… فسيصبح يو يانشو، في يوم من 

الأيام، خصمًا وعدواً حقيقي لتشي مو ياو وشي هواي

لم يرغب تشي مو ياو أن يُفكّر في يو يانشو بشكلٍ سيّئ، 

كان لا يزال يرغب في رؤيته بصورة أفضل، 

في أن يكون خياره خيّرًا لا شريرًا

ولذا ، في هذه اللحظة ، لم يكن في ذهنه سوى أمرٍ واحد

—— التخلّص من السماوية شيان يوي بأسرع وقت ممكن

وبعد أن استمعت إلى كلماته ، بدأت ملامح شيان يوي تنهار تدريجيًا ، 

وكأن كلماته قد أصابت قلب خطّتها تمامًا

حتى آخر ورقة رابحة في يدها… لم تعد موجودة

لقد مرّ الآن نصف عام على دخول شي هواي في عزلته

وقد تحرّكوا، من طائفة نوان يان، بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء تلك العزلة، 

وكان هذا أقصى حدّ يمكنهم انتظاره

كانوا يخشون أن يطول بهم الزمن أكثر فيفاجئهم شي هواي 

وقد نجح فعلًا في الارتقاء

ومنذ أن وقعوا في هذا التشكيل الوهمي وبدأت معركة الاستنزاف، 

مرت أكثر من ثلاثة أشهر إضافية 

أما الآن، فلم تعد تملك أي معلومات عمّا يجري داخل طائفة تشينغ زي، 

ولا تدري إن كانت قطعها التي زرعتها في الداخل قد نجحت أم لا

لا أخبار تأتي، ولا اختراق تحقق

هذا الوضع المتأرجح جعلها تشعر باختناقٍ خانق

نظرت إلى تشي مو ياو بعينين مشبعتين بالغضب، 

وحدّقت فيه بنظرة مميتة، ثم ضحكت وقالت:

“ يكفيني قتلك فحسب !”

{ طالما استطعت قتل تشي مو ياو ، فإن مركز التشكيل سينهار }

وعندها ستسقط الطائفة بمن فيها من ' أسماك وقشريات' 

—- كما وصفتهم 

يمكنهم كسر تشكيل حماية الجبل، 

واقتحام طائفة تشينغ زي، 

وجعل الحماة والمزارع الذي يخوض ارتقاءه يقع في الجنون 

الناري——حتى لو لم ينجحوا في مهمتهم الأصلية، فلن 

يكون مجيئهم بلا جدوى

لكن في اللحظة نفسها ، تحرّك تشي مو ياو أيضًا

فقد استشعر أن بجانب شيان يوي، كان هناك أربعة مزارعين 

آخرين في مرحلة الجوهر الذهبي يختبئون في الكمين، 

وقد اندفعوا الآن للهجوم عليه معًا

أخيرًا أدركوا أنه يجب أن يجتمعوا لا أن يتفرقوا —— 

وها هو أكثر سيناريو كان يخشاه قد تحقق

كما اكتشف أن الثعلب أصيب بإصابات بالغة

صحيح أن الثعلب يمكنه السيطرة على مزارعين ليقاتلوا تحت أمره ، 

لكن إن قرر أولئك التضحية بزملائهم والتفرغ لقتله مباشرة، 

فلن يتمكن من مجاراتهم——فلا قدرته في القتال ولا دفاعه 

كانت قوية بما يكفي

وينطبق الأمر نفسه على يو يانشو —— الذي لم يمضِ وقتٌ 

طويل منذ دخوله مرحلة الجوهر الذهبي، فلا خبرة 

لديه تُقارَن بخبرة القدماء من المزارعين

أما كبار السادة في طائفة تشينغ زي، فلا شك أن معظمهم 

قد أصيب بجروح بدرجات متفاوتة

البعض منهم بقي ملازمًا لنطاقه المكلف بحمايته ، 

و لا يجرؤ على مغادرته ، 

فعدم درايتهم ببقية التشكيل قد يجعلهم يقعون في نفس 

الفخاخ التي أوقعت أعداءهم —— وربما يُصابون بأذى من 

تشكيل طائفتهم نفسها

أما تشي مو ياو —- باعتباره مركز التشكيل ، فقد كان حذرًا في كل خطوة

وفي الفترات الماضية —— ، كان يتسلل لمداواة الآخرين 

كلما سنحت الفرصة ، 

لكنه ، منذ أن بدأت السماوية شيان يوي بملاحقته ، 

لم يعد قادرًا حتى على الاقتراب من رفاقه لعلاجهم ، 

بل أمضى كل وقته يناورها داخل التشكيل 

واليوم… حوصِر —-

ولمّا رأت سي روييو أن تشي مو ياو قد صار محاطًا من كل الجهات ، 

خرجت من الظل لمساندته في المعركة

ولم يتبقَى سوى هما فقط —— كلاهما ليسا بارعين في القتال المباشر

لكنهم ، مع بقية الرفاق ، استطاعوا الثبات في وجه العدو 

لثلاثة أشهر كاملة ، حتى وصلوا إلى هذا اليوم ——-

لقد فعلوا كل ما في وسعهم ليكسبوا الوقت لشي هواي حتى يُتم ارتقاءه

وفي هذه اللحظة ، 

كل ما كان يفكر به تشي مو ياو —— هو أن ينجو الآخرون

وإن بلغ به الأمر حدّ الإنهاك الكامل، 

فسيعود مع كبار الطائفة إلى داخل تشكيل حماية جبل 

طائفة تشينغ زي تحت غطاء التشكيل الوهمي

على الأقل هناك يمكنهم الصمود لبعض الوقت، 

واستعادة شيء من طاقتهم الحيوية

وبعد أن يتعافوا قليلًا ، سيكون بوسعهم خوض جولة أخرى 

من القتال داخل طائفتهم

وإن تمّ اختراق تشكيل حماية الجبل ، 

فإن اضطراب تلك اللحظة سيستجلب انتباه بقية طوائف فصيل الشياطين

الطوائف التي ترتبط بعلاقة طيبة مع طائفة تشينغ زي قد تهرع لمساندتهم

لكن… مزارعي فصيل الشياطين غالبيتهم أهل نوايا خفية وأفكار مشوشة ، 

ولو جاؤوا ووجدوا شي هواي لا يزال في العزلة ، 

فربما يستغلون الفرصة للعبث والمساومة —— 

بل وقد يشاركون في إيقاف ارتقائه 

وقتها ، من يأتي سيكون خصمًا لا نصيرًا

وهذا، حقًا، أسوأ ما قد يحصل

ولذا ، ظل تشي مو ياو طوال الوقت يصلّي في سرّه ألا تنزلق 

الأمور إلى هذا المصير الكارثي

لكن…

شيئاً فشيئاً ، بدأ الهلع يتسلل إلى قلبه ——-

فقد كان عليهما، هو وسي روييو، مواجهة خمسة مزارعين دفعة واحدة

وحين أدرك أولئك الخمسة أن تشي مو ياو كان مراوغًا عسير المواجهة ، 

بدؤوا يصبّون كامل هجومهم على سي روييو

طالما قتلوها ، فإن الوهم سيتبدد ، وستزول عنهم المتاعب الكثيرة

تحت هجومهم المشترك ، بدأت سي روييو تتراجع أمامهم، 

وبدأت تضعف

وحين لمحتها السماوية شيان يوي، 

وقد خرجت أخيرًا من الظل، 

تأجّجت فيها نشوة الدماء وصرخت بغضب هائج:

“ سي روييو وأخيرًا خرجتِ من جحرك؟! الموت لكِ!”

وتبعها الآخرون ، يُمطرونها بالهجمات من كل حدب وصوب

—— سيوف تتساقط كالمطر ، 

وتعويذات قاتلة واحدةً تلو الأخرى

تذكرت هالفديو : 

ورغم أن سي روييو كانت تترنّح ، لم يخمد لسانها لحظة:

“ أيتها العجوز البغيضة !

كنتِ في الماضي قبيحة المزاج ، لكن على الأقل لكِ مظهر مقبول. 

أما الآن؟ عجوز دميمة، مشوّهة، وحاقدة! 

سمعتُ أن من كانوا يهوونكِ قد صاروا يغيّرون طريقهم إن 

صادفوكِ، ألهذا جئتِ لتنفّسي غيظكِ بقتلي ؟”

شيان يوي صرخت:

“ غوان نان كان أعمى حين أحبكِ ! 

كلّه بسبب سحركِ الدنيء !”

فردّت سي روييو وقد برقت عينها بسخرية:

“ نعم، أنا بارعة في السحر والإغواء —— لكنني لم أجرؤ على 

استخدامه عليه ، 

كنت أعلم أنني لو فعلت ، سينكشف أمري على الفور .

ومع ذلك، وقع في حبي… بل وكان مستعدًا لترك طائفة نوان يان لأجلي !

أليس هذا ما يدفعكِ للجنون ؟”

السماوية شيان يوي بلغ بها الغضب مبلغه ، 

فزادت هجماتها عنفًا وضراوة

وفي اللحظة التي كانت فيها إحدى السيوف توشك أن تمزّق 

جسد سي روييو——انفجرت كتلة من اللهب وسط الفراغ، 

وانبعث منها طائر عملاق ضخم الجناحين، 

حجمه يحجب ضوء الشمس، 

وقد انقضّ على السماوية شيان يوي مُطلقًا عدّة شعلات من نار تنين الهوي

توسّعت عينا سي روييو وهي تشاهد الطائر ، وعلّقت بدهشة:

“ هذا الطائر… يبدو أن تشي مو ياو ربّاه تربية حسنة .”

حين حلّق الطائر وسط ألسنة اللهب، 

كانت هالته وهيبته لا تقلّ عن التنين نفسه ——لكن…

تمامًا حين شعرت سي روييو أنه في ذروة هيبته ، 

رفرف بجناحيه وصرخ صرخة حادة :

“ تشيييييييووووو !”

{ هذا الصوت… 

لطيف على نحو مضحك —— مثير للشفقة } سي روييو لم 

تتمالك نفسها وانفجرت ضاحكة

وفي نفس الوقت ، دوّى صوت تنين هادر في السماء ، 

ثم اندفع تنين ضخم

الهوي ظهر أخيرًا ، يزأر بينما يصّد التعويذات الطائرة ، 

وقد التفّ بجسده العظيم حول تشي مو ياو، 

يحيطه بلهيب ناري ، يحميه تمامًا

ثم قفز تشي مو ياو إلى سي روييو، ووقف أمامها، 

حاجزًا جسده بينها وبين الأعداء، 

ثم حدّق إلى شيان يوي ومن معها

فوجئت سي روييو قليلًا ——

الطفل النحيل الذي قد سحبته ذات يوم من ياقة ردائه 

وأعادته إلى طائفة هي هوان،

أصبح الآن قادرًا على الوقوف أمامها وحمايتها

أخرج تشي مو ياو مروحة طائفة هي هوان،

ومع حركته، تحوّلت المروحة إلى هيئة سيف،

ثم قال بصوتٍ عالٍ رنّ صداه:

“ إن كانت هذه الرواية بحاجة إلى شخصية شريرة ،

فدعوني أكون أنا هذا الشرير .”

{ إن كان لا بدّ من خطّ يفرّق بين الخير والشر ،

وإن كان من الضروري أن تُضرب هذه الشخصية ، وتُحاصر ، وتُهاجم ،

فليكن أنا هذا الشخص !! 

أنا لا أطمع بالكثير

أنا لا أرغب إلا في شيءٍ واحد ——أن يبقى شي هواي سالمًا

كل ما أفعله ، من أجل شي هواي ، فقط }

لطالما تمنّى أن يقضي حياته بصيد السمك واحتساء الشاي،

حياةً هادئة

{ لكنني الآن——إن كان من أجل شي هواي ——

فأنا على استعداد للتغيير .. }

: “ أي هراء تتفوه به؟!”

صرخت السماوية شيان يوي بغضب، ثم أطلقت هجمتها التالية.

وتبعها بقيّة المزارعين في هجوم جماعي

تنين وطائر ، و اثنان من طائفة هي هوان ——

يتعاون الأربعة ويتصدّون للهجمات معًا

النيران مشتعلة إلى أقصى حد،

وبالرغم من أن تشي مو ياو وسي روييو لا يملكان جذورًا نارية،

إلا أن وقوفهما في قلب لهب نار الهوي كان مؤلمًا بما يكفي——

لكن لحسن الحظ، كان جرس الذهب يصدّ جزءًا من الحرارة والعنف

قدرة تشي مو ياو على التحكم بالهوي ، حتى مع وجود تشيوتشيو إلى جانبه،

لم يكن ليضاهي ما يمكن أن يفعله شي هواي أو والده ——

فجذوره الروحية لا تنسجم مع تلك النار ، 

ولا يمتلك الصلة العميقة بالتنين كما يفعلون

ولذا، لم يكن بوسعه سوى أن يقف في دائرة حماية الهوي ، متحملًا المشقة ،

ويستمر بالمقاومة

النيران تعصف من كل اتجاه ،

الدماء، والمهارات المتعددة العناصر ،

كلّها امتزجت في الضباب والدخان الكثيف

وفي قلب هذا الجحيم ،

ظهر وهج ذهبي في الأفق ——

كما لو أن أشعة الغروب تمزّق السماء ، 

تنفذ من بين الشقوق وتُضيء الظلمة

قبل لحظات ، كانت عينا تشي مو ياو تضطربان بالقلق ،

لكن الآن ——هدأ ، 

وعاد فيهما السكون الذي يشبه سطح بركة راكدة

وقف أمام سي روييو، يقيها بجسده،

وهمس بصوت خافت:

“ لا تخافي يا زعيمتي …

تلميذك سيحميكِ حتى النهاية .”

حتى لو كان من طائفة هي هوان،

في اللحظة الحاسمة ——

يتصرف كرجل حقيقي

يتبع

يبقى 3 شابترات وتنتهي الرواية 🥹 بحاول اخلصها اليوم … ما اتوقع بس بحاول لعبونكم ♥️