القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra5 | DSYOM

 Extra5 | DSYOM


[ الأخ الأصغر ]


العيادة مشرقة وهادئة —— جلس شو تشي على مقعد دائري ، 

يتأمل الأثاث المألوف من حوله


حين لا تصيبه النوبة ، يبدو شابًا عاديًا تمامًا — فذلك 

الاختناق المميت لم يكن سوى وهم في عقله ؛ 

فجميع وظائف جسده طبيعية ،

وبسبب طوله وبنيته ، كان حتى أقوى من أقرانه


قال الطبيب وهو يكتب:

“ إذًا الفترة الفاصلة بين النوبات أصبحت أطول مؤخرًا .”


عاد شو تشي من شروده ، ونظر إلى الطبيب أمامه :

“ نعم ، باستثناء المرة التي توقفت فيها عن تناول الدواء ، 

لم أعانِي تقريبًا من أي نوبات .”


: “ كم تدوم عادةً ؟”


: “ عادةً حوالي عشر دقائق ...” توقّف شو تشي قليلاً، ثم 

أضاف: “ في الحالات الخاصة ، دقيقتان أو ثلاث "


توقف الطبيب عن الكتابة، ورفع رأسه نحوه:

“ حالات خاصة ؟”


صمت شو تشي للحظة ، ثم قال :

“ صمام أمان .”


أومأ الطبيب، ونظر إليه بهدوء وبصبر ، 

كما فعل مرارًا في السابق، منتظرًا شرحه


قال شو تشي أخيرًا:

“ يوجد شخص… حين يكون بجانبي ، أشعر وكأن لدي صمام أمان إضافي ،

أعلم أنه سيفتح ثغرة حين توشك المياه على إغراقي .”

{ وبذلك أستطيع أن أتنفس }


الطبيب:

“ هذا الشخص يجعلك تشعر بالأمان المطلق ، والثقة المطلقة .”


: “ نعم .”


: “ وهل له علاقة بانخفاض معدل نوباتك أيضًا ؟”


: “ ربما .”


الطبيب :

“ الدعم العاطفي من العلاقات الاجتماعية قد يشكّل بالفعل وسيلة حماية ، 

و يقلّل من التأثير السلبي للضغوط عليك . 

لكن، تمامًا مثل الدواء ، فهو دعم خارجي . 

فعند ركوب دراجة ، يمكن للعجلتين الإضافيتين في الخلف 

أن تجعلاك أكثر ثباتًا . 

لكن إذا أُزيلتا يومًا ما…”


{ إن اختفى ذلك الصمام يومًا ما…


ما النتيجة التي ستكون ؟ }


لم يكن يعرف


{ ربما … منذ البداية ، أصبت بهذا المرض بسبب رحيل جيانغ يو عني … }


 

الدراجة محمّلة أكثر من طاقتها، بلا عجلات إضافية، 

تتأرجح به في الطريق، وفي النهاية أطاحته أرضًا بقسوة


خرج وهو يحمل الدواء الجديد بين يديه، 

وسار ببطء نحو مدخل العيادات الخارجية


وهناك ، أمام مكتب الاستقبال المزدحم ، لمح هيئة مألوفة


وكأن بينهما اتصالًا خفيًا ، استدار جيانغ يو ولوّح له عند دخوله :

“ انتهيت ؟ كيف كانت النتيجة ؟”


شو تشي:

“ جيدة نوعًا ما، طالما أتناول الدواء في موعده .”


تنفّس جيانغ يو الصعداء



في ذلك اليوم أمام مدرسة شينغتشنغ الثانوية —- أرعبه 

شو تشي حتى الموت تقريبًا ، 

وأصرّ على مرافقته لرؤية الطبيب


قال شو تشي إنه حقًا لا يجد وقتًا مؤخرًا ، 

وأنه زار الطبيب مرات عديدة من قبل ويعرف حالته


لكن جيانغ يو لم يطمئن ، ولم يستطع شو تشي رفضه ، 

فوافق على الذهاب إلى المستشفى


ورغم أنها كانت زيارة للطبيب ، إلا أنه بالكاد اعتبرها موعد


كان جيانغ يو دائمًا شخصًا يصدق ما يقوله الآخرون ، 

لذا عندما قال له شو تشي إن الأمر ليس مهمًا ، 

لم يشكّ بشيء وقال مطمئنًا:

“ هذا رائع .”


كان شو تشي على وشك أن يتكلم حينها رنّ هاتفه


أمسك بالدواء بيد والهاتف باليد الأخرى ، 

وبعد أن أنهى المكالمة ، نظر إلى جيانغ يو معتذرًا :

“ حدث أمر طارئ في الشركة ، عليّ أن أذهب لمعالجته .”


أومأ جيانغ يو وسأله:

“ متى تتناول الدواء ؟”


لم يستوعب شو تشي السؤال فورًا


فأشار جيانغ يو إلى الكيس البلاستيكي في يده :

“ هذا… كم مرة في اليوم تتناوله ؟ ومتى ؟”


نظر شو تشي إلى الوصفة الطبية وأخبره


بدأ جيانغ يو يردد الأرقام بصوت منخفض ليحفظها:

“ سأذكّرك أنا ...حتى لا تنسى "


لم يفهم شو تشي كيف يمكن لشخص ضعيف الذاكرة أن يُذكّر غيره ، 

لكنه فكر أن سماع صوته كل يوم سيكون أمرًا جميلًا


شو تشي : “ أظن أنني سأنهي العمل في فترة بعد الظهر ،،

هل ترغب أن نتعشّى سويًا الليلة ؟”


: “ موافق!” أجاب جيانغ يو بسرعة


ابتسم شو تشي:

“ لست متأكدًا من الوقت بالضبط ، سأعود إلى المنزل بعد 

العمل وأضع الدواء ، ثم أتصل بك.”


غادر جيانغ يو سعيدًا


وبسبب هذا الموعد ، أصبح توقيع شو تشي على الأوراق أسرع من ذي قبل


كانت الأمور تسير بسلاسة غير مألوفة، 

حتى العملاء كانوا ودودين على نحو استثنائي، 

وبدا وكأن هذا اليوم سيُختتم بالكمال




في المساء ——- ، 

رتّب ملفاته وعاد إلى حيّه المألوف


وفي المرآب ، اتصل بجيانغ يو ليخبره أنه أنهى عمله


دخل إلى المصعد ، والجدار الفولاذي المقاوم للصدأ لا يزال 

يحمل خدوشًا من أثر انتقال السكان الجدد


الممر واسع ومضيئ ، أرضيته من بلاط خزفي مقاوم للاهتراء ، 

جميل وسهل التنظيف ،


و المبنى فمزوّد بمصابيح استشعار ، 

تضيء تلقائيًا مع وقع خطواته


ثم رأى أمه عند باب الشقة ———-


كانت شو تشييا تحمل بيدٍ وعاءً حراريًا للطعام، 

وتصفع فخذها باليد الأخرى


وعندما رأت ابنها، استقامت قليلًا وزفرت بارتياح:

“ لماذا غيّرت كلمة المرور ؟”


انساب بصر شو تشي من يدها إلى وجهها، وقال بلا تعبير:

“ في المرة القادمة أخبريني قبل أن تأتي .”


قالت ببرود:

“ كان عليك أن تقولها صراحةً : لا تأتِ .”


: “ لقد قلت لك من قبل…” توقّف شو تشي قبل أن يعلو صوته ، 

أعاد مشبك مفتاح السيارة إلى حزامه ، 

ثم وقف بجسده ليحجب لوحة المفاتيح عنها ، 

وأدخل الرقم ليفتح الباب ——-


وضعت شو تشييا الوعاء الحراري على طاولة الطعام، 

وهمّت بفتح الخزانة، لكن شو تشي قال :

“ لا داعي لإخراجه ، لدي موعد عشاء الليلة .”


توقّف يدها أمام باب الخزانة لثانيتين :

“ أوه ….سأضعه إذًا في الثلاجة لتأكله غدًا .”


: “ في الواقع…”


شو تشييا : “ الروبيان لا يصلح لحفظه ، الأفضل أن يؤكل بسرعة ،،

أما الخضار فارمهِا ، وكرات اللحم يمكن تسويتها في قدر الأرز…”


تنهد شو تشي، خطا خطوتين في غرفة المعيشة، ثم استدار 

لمواجهة أمه:

“ لا تفعلي هذا ... أرجوكِ، لا تفعلي هذا .”


وقفت شو تشييا ببطء ، مستندة إلى الموقد


وبعد وقوف طويل كمندوبة مبيعات ، 

امتلأت أوردة فخذيها بالدوالي ، 

وأي حركة غير محسوبة قد تصيبها بتشنج عضلي ،

سألت : “ ماذا ؟”



شو تشي:

“ كوني أمًّا جيدة ، هذا حقًا غير ضروري .”


تغيّر تعبير شو تشييا، وبعد كل تلك الانتكاسات، شعرت 

أخيرًا بالجرح يتفتح في قلبها

: “ ما زلت تكرهني "


شو تشي : “ أنا لا أكرهك ،،، أنا فقط أرى أننا لسنا بحاجة إلى المبالغة في البرّ . 

عندما كنتُ في المتوسطة ، كنت ما زلتُ أتوق إلى حنان الأم ، 

لكنكِ لم تمنحيه لي، والآن… فات الأوان .”


شدّت شو تشييا شفتيها للحظة ، ثم قالت:

“ إذن ما زال الأمر بسبب تلك القصة ؟ 

مسألة ذهابك إلى مدرسة شينغتشنغ الثانوية ؟”


: “ لا فائدة من إثارة ذلك الآن "


: “ أهو ما زال بسبب والدك ؟”


سكت شو تشي


حدّقت به شو تشييا : “ بالفعل إذاً .. أنتَ تدافع عن أبيك "


شد شو تشي على أسنانه :

“ هل لا بد أن تثيري هذا الموضوع ؟”


كان موت والده جرحًا مفاجئاً ، 

خيطوه على عجل من غير تعقيم ،

وبعد فكّ الغرز ، انشغل كلٌّ منهما بحياته


مرّت سنوات طويلة ، وبدا من الخارج أنه لم يبقَ سوى ندبة بشعة ، 

لكن الحقيقة أن الجرح ما يزال متعفّنًا متقيّحًا، 

يتغلغل حتى نخاع العظام


والآن، لا بدّ من تمزيقه من جديد، 

فتحه حتى ينكشف اللحم والدم، وسحب ألياف العضلات 

واحدة تلو الأخرى، عرضها وفحصها، والتعجب كيف وصل 

التآكل إلى هذا الحد


لكن… لماذا ؟


نظرت إليه شو تشييا : “ ألم تصير بما يكفي؟

قل ما تريد قوله فحسب .”


: “ ليس لدي ما أقوله.”


: “ حقًا ؟” ابتسمت شو تشييا : “ كان أبوك ما يزال محتجزًا 

في مركز التوقيف ، وأنا كنت أجري في الخارج ، 

ألهو مع رجال آخرين . 

هو وراء القضبان ، يأكل طعامًا رديئًا ويتوق لرؤيتي ، 

وأنا لم أزره ولو مرة واحدة…”


: “ لا أريد الحديث عن هذا…”


: “ كيف يمكن أن أكون عديمة القلب هكذا ؟ 

رجل قتل من أجلي ، كيف يمكن أن أهمله ؟”


صاح شو تشي ولم يعد يحتمل : “ نعم! نعم! 

لقد سُجن أكثر من عشر سنوات، كيف لم تزوريه ولو مرة ؟ 

هل تعرفين كيف كان تعبيره كلما سأل عنك ؟ 

حتى يوم موته ، لم يسمع منك كلمة تفسير واحدة !”


صرخت شو تشييا : “ كيف لي أن أزوره !

كيف أخبره أنني لست ممتنة له أصلًا ! 

كنت أخشى أنه إن رأيته سأرغب في خنقه وسؤاله لماذا فعلها !”


توقّف صوت شو تشي فجأة


: “ من قال له أن يقتل من أجلي؟” ضربت شو تشييا وعاء 

الطعام الحراري على الطاولة بقوة : “ أي حق يملك ليجعلني 

أدين له بحياة ؟ 

هل فكّر يومًا كيف ستكون حياتي بعد أن غرس تلك السكين؟ 

كيف ستكون حياتك أنت؟ 

كيف سينظر إليّ أهله ، جدّاك وأعمامك وعماتك ؟ 

كيف سيسخر منك الآخرون ويضايقونك في المدرسة ؟ 

ماذا عن المحل في شارع نانتشانغ؟ 

كيف سنعيش مستقبلًا ؟ 

لم يفكر في شيء ! لم يخطر بباله شيء !”


بعد أن شهقت عدة مرات لاهثة ، انفجرت شو تشييا فجأة ضاحكة :

“ إنه رجل عظيم جدًّا ، يحبني كثيرًا ، وبطعنة واحدة جعلني 

عاجزة عن ردّ دينه أبدًا ….” 


ضحكت وهي تسقط على كرسي : 

“ دخل السجن من أجلي ، فهل يحق لي أن أكون سعيدة بعد ذلك ؟ 

هل أستطيع أن أبتسم بقية حياتي ؟ إن لم أنتظر خروجه ، 

إن لم أُبقِي على وعدي له طوال العمر ، ألن تضربني صاعقة من السماء ؟”


نظرت إلى ابنها ، والمشاعر تتفجّر منها :

“ أنا لم أطلب منه أن يقتل أحد ! 

لم أطلب منه أن ينتقم لي! 

بأي حق يُلقي بهذا الدَّين فوق رأسي !”


كادت شو تشييا تصرخ الجملة الأخيرة ، ثم خيّم صمتٌ ثقيل على غرفة المعيشة


تأمّلها شو تشي، وملامحه تستعيد تدريجيًا هدوءه المعتاد

وبعد وقت طويل، تكلّم:

“ لم أطلب منكِ أن ترسليني إلى مدرسة نخبوية "


رفعت شو تشييا رأسها، وارتجفت عيناها حين التقتا عيني ابنها


تابع : “ لم أطلب منكِ أن تجدي لي زوجًا ثريًّا ، 

ولم أطلب أن أعيش في فيلّا ،

بأي حق تتخذين القرارات وحدك ؟ 

لقد قلت لكِ من قبل : دخلك لا يكفي لإعالة العائلة ،

أنا عملت ، أنا أعطيت دروسًا خصوصية ، أنا أعنتك ، 

فما المشكلة لو درست في مدرسةٍ لأبناء العمال المهاجرين ؟ 

وما المشكلة لو عشتُ في قبو؟ 

إنه أفضل من أن أُضرب هناك !”



وتابع بغضب:

“ أما أولئك الرجال الذين كنتِ تبحثين عنهم ! ألا تذكرين 

كيف هربنا إلى شنجن؟ 

ذلك الذي يُدعى ' تشوو ' ضربني وضربك أيضًا . 

وحين ركبنا القطار ، كانت ذراعك لا تزال في الجبيرة !”


كانت مشاهد تلك السنوات حيّة جدًا ، 

حتى شعر بالغضب المكبوت يتفجّر داخله لأول مرة منذ زمن طويل


: “ تعرّضتُ للضرب ، وللتنمر ، وانكسرت نفسيتي ، 

وأصبت بمشاكل نفسية… 

والآن فجأة تريدين أن تكوني أمًّا صالحة ؟”


وقفت شو تشييا محاولةً أن تمسك كتفيه، لكنه تراجع مبتعدًا


قال ببرود : “ لا داعي ،،

أنتِ في الحقيقة تزيدين الأمر سوءًا .”


لقد كان جهدها في غير محلّه تمامًا : تنظيم وجباته الثلاث ، 

إغراقه بالرسائل لتذكيره بأخذ الدواء ، 

دخول غرفته دون استئذان ، تغيير علبة أدويته… 

هذا القلق الضاغط لم يزد إلا من توتره


: “ لا تستخدمي مستقبلي ذريعة ، لتقولي إنكِ اخترتِهم 

لأجل أن أعيش حياةً أفضل . 

أنتِ فقط أردتِ فتح محل . 

في قلبكِ، ذلك المحل أهم من أي شيء آخر ….

أنا أفهم ، 

لذا لا حاجة أن تعوّضي بدافع الذنب . لا أحتاج ذلك .”


ارتجفت يدا شو تشييا


فتحت فمها كأنها ستقول شيئ ، لكنها في النهاية لم تقل شيئ 


فقط خرجت من غرفة المعيشة وأغلقت الباب خلفها


حين سمع شو تشي صوت قفل الباب، 

أغمض عينيه وأسند كفيه على حافة الطاولة


لقد عاد الأمر إلى ما كان عليه دائمًا


وكأنه لعنة —كلما انفردا معًا ، لا بد أن ينتهي الأمر باتهامات متبادلة


كل جدال بينهما كان أشبه باختبار للحدود : 

شو تشييا تريد أن تعرف إلى أي مدى يمكنها أن تتدخل في حياته ، 

وهو يريد أن يرى إلى أي حد عليه أن يتشدّد ليدفعها بعيدًا ،


وما إن هدأت مشاعره تدريجيًا ، حتى دوّى جرس الباب


ظنّ أن والدته عادت ، لكن صوتًا ناعم انبعث من الخارج:

“ هل أنت في المنزل ؟”


وقف شو تشي وفتح الباب


كان جيانغ يو يبتسم ، لكن ما إن رأى ملامح وجهه حتى تحوّل ابتسامه إلى قلق 

“ لماذا جبينك مغطّى بالعرق؟”


تجنّب شو تشي الإجابة ، ومدّ يده ليغلق الباب خلفه : 

“ لماذا أتيتَ إلى هنا؟”


جيانغ يو : “ لا بد أنك متعب بعد يوم عمل كامل ، 

وسيكون مرهقًا لك أن تأتي لاصطحابي . 

على أي حال، ليس لدي ما أفعله اليوم ، فجئتُ لأراك .”


وفجأة —- ، مدّ شو تشي ذراعيه وعانق الشخص الواقف أمامه بقوة



تفاجأ جيانغ يو لحظة ، لكنه سرعان ما هدأ


لم يتحرك ولم يتكلم ، واكتفى بأن يترك شو تشي يحتضنه


وضع يده بهدوء على كتف شو تشي

ومن خلال اقتراب صدريهما ، بدا وكأنه يشعر بنبض قلبه


وبعد فترة ، حين أفلته شو تشي ، كانت ملامحه قد 

استعادت هدوءها المعتاد


جيانغ يو : “ إن لم تكن بخير ، لا داعي للخروج لتناول الطعام ….” ثم لمح الترمس الموجود على طاولة الطعام :

“ هل العمة هي من أعدّ هذه الأطباق؟”


: “ نعم.”


: “ إذا كانت العمة قد أحضرت العشاء، فلماذا ليست هنا؟”


ظل شو تشي صامتًا للحظة—- مشى إلى الطاولة ، 

فتح الوعاء ، ىبدأ يخرج الأطباق واحدًا تلو الآخر ، 

واضعًا إيّاها في الصحون


وأخيرًا تحدث : “ تشاجرنا ... 

قلتُ الكثير من الكلمات القاسية .”


جيانغ يو : “ اممم … إذن العمة غادرت؟”


شو تشي: “في الحقيقة… أنا أفهمها "


في تلك الأيام حين كانت أمه تتشبث بأي شخص، 

سأَلها مرة : إن كنتِ حقًا تريدين الزواج من جديد ، فلماذا لا 

تجدين رجلاً طيبًا؟ لا يهم إن كان فقير


وكان جوابها : إن تزوجتُ رجلاً غنيًا ، فسوف أُهان بالفعل ، 

لكن من قِبَل رجل واحد فقط ؛ أما إن تزوجتُ رجلاً عاديًا ، 

فسوف يُهينني العالم بأسره


بعد أن تركت شارع نانتشانغ، توقفت عن محاولة طلب 

العدالة في هذا العالم


لقد جرّبت، لكن لم يأتِ من وراء ذلك شيء


لذا، رضخت للقواعد واختارت أن تسلك الطرق المختصرة.


شو تشي: “ أنا أفهمها ، لكنني أحمل عليها الضغينة ….” 

توقّف قليلاً ، وكأنه يرى سنوات حياته الماضية : “ لقد 

تعمّدتُ استفزازها …. 

ربما أردتُ فقط أن أجرحها .”


هذا التشابك العاطفي أعقد من أن يستوعبه جيانغ يو ، 

الذي لم يملك إلا تجربته الخاصة في التعايش مع أمه ، 

فقال:

“ كيف يمكن للمرء أن يكره أمّه ؟”


تأمّله شو تشي : “ ليست كل علاقة بين أمٍّ وابن مثل تلك التي في عائلتك .”


لم يتلقَّ حنان الأم في طفولته، والآن؟ 


الآن لم يكن ذلك حنانًا أموميًا أيضًا—بل أشبه بندمٍ مليء بالذنب وتعويض متأخّر


هو يقول أنه لا يحتاجه ، لكن ربما لأنه لم يُعطَى ما كان 

يحتاجه بالفعل


وفجأة، دوّى رنين هاتف في الغرفة


وبغريزة تلقائية ، نظر إلى هاتفه ، لكنه لم يجد إشعار


: “ آووه إنه هاتفي .” قال جيانغ يو وهو يمد يده إلى جيبه، 

فأخرج الهاتف وأوقف الرنين


: “ هل هناك مشكلة؟”


أومأ جيانغ يو والتقط كيس الدواء عن الطاولة : 

“ خُذ دواءك .”


نظر شو تشي إلى ملامحه الجادة ، أخذ الدواء ، فتح الغلاف وابتلعه

ثم قال لجيانغ : “ لنذهب لالتقاط بعض الصور .”


ارتبك جيانغ يو قليلاً من تغيّر الموضوع المفاجئ


قال شو تشي وهو ينظر إليه: “ لقد قلتَ من قبل إنه ليست 

لديك صور لي، وأنا أيضًا لا أملك صورًا لك.”


رمش جيانغ يو بعينيه، ثم وافق بسرعة : “ حسنًا !”


{ ماذا لو اختفى صمّام الأمان يومًا ما؟


إذن ، لن أدع صمّام الأمان يختفي …. 

عليّ أن أتمسّك بشيءٍ ما … }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي