Ch4 برج الأبروش
رحلة الخطوط الملكية الهولندية (KLM) رقم 1237
كانت متجهة من بكين إلى أمستردام ،
على متنها ما يقارب العشرين راكبًا بملامح صينية ،
لكن الغالبية كانوا من المسافرين الأوروبيين ورجال الأعمال
المتوجهين إلى بكين ،
عندما ظهر الكابتن أمام الركاب ، عمّت الدهشة للحظة ،
الكابتن لانغ فنغ ذا ملامح صينية مميزة — الطيار الآسيوي
الوحيد في أسطول KLM، واليوم أول يوم له كـ كابتن طائرة ،
ظلّ هادئًا رغم مواجهة مشكلة انفجار إطار ،
و في هذه اللحظة ، وُضعت مواد الاختبارات والتدريب التي
درسها ليصبح طيارًا موضع التنفيذ ،،
طلب من مساعده الأول أن يفتح كتيب المراجعة السريعة
لطائرة A330 ويفحص الخطوات بالتسلسل ،،
كانت قوة الدفع في المحركات وأجهزة الهيدروليك طبيعية،
كما لم تُظهر معدات الهبوط أي خلل ،
كان يعلم أنهم محظوظون —- على ما يبدو ، الضرر أصاب
الإطار الجانبي الأيسر فقط
وجاء إشعار برج المراقبة في الوقت المناسب ، وإلا ربما
كانوا سيقطعون كامل القارة الأوراسية بإطار تالف
ولو أنهم لم يتلقوا التحذير في الوقت المناسب ، لكانت
خيارات الهبوط الاضطراري محدودة للغاية عند اكتشاف
المشكلة قبل الهبوط مباشرةً
كان فانغ هاو يأمل أن يتمكّن من توجيه رحلة KLM
للتحليق على شكل دوائر فوق مطار داشينغ لعدة جولات
حركة الطيران في المساء مزدحمة ، إذ أن الطائرات تقلع
وتهبط كل بضع دقائق
و كان يذكّر الطائرات الأخرى باستمرار بضرورة الحفاظ على
مسافة آمنة عن KLM أثناء تفريغ الوقود ، ويأمر بإخلاء
المجال الجوي من حولها
حتى في حالة الطوارئ ، كان عليه أن يضمن سير العمليات
الجوية الأخرى بسلاسة ، لا أن يقتصر اهتمامه على طائرة واحدة
و خلال نصف ساعة فقط ، كان قد وجّه أكثر من عشرين طائرة للهبوط والإقلاع
وبمجرد أن تبيّن له أن KLM أنهت عملية تفريغ الوقود ،
رتّب فورًا لهبوطها على مدرج تم إخلاؤه حديثًا
وفي الوقت نفسه ، نسّق وصول سيارتي إطفاء إلى المدرج
استعدادًا لأي طارئ محتمل بسبب الضغط الزائد على الإطارات المتبقية
صحيح أن فقدان إطار واحد ليس حادثًا كبيرًا بحد ذاته ،
لكن الإطارات الأخرى قد تضطر لتحمل وزن إضافي نتيجة لذلك
في هذه الأثناء ، جاءه اتصال من طاقم الأرض لإبلاغه:
“ الأخ فانغ ، تم فحص المدرج 17L ، وهو الآن خالٍ من أي حطام .”
أجرى فانغ هاو مكالمة لنقل هذه المعلومة إلى المسؤولين في الأعلى ،
وبعد الحصول على الموافقة ، أعاد فتح المدرج 17L
على مر السنوات ، واجه مواقف سقطت فيها بقايا معدنية
صغيرة بعد انفجار إطار أثناء الإقلاع
ورغم أن القطعة المعدنية قد تبدو ضئيلة ، إلا أنه لا يزال
يتذكر الكارثة المروعة لرحلة الخطوط الجوية الفرنسية 4590
حينها تسببت شريحة معدنية صغيرة عالقة في غطاء
المحرك الأمامي بانفجار الإطارات ، واندلاع حريق في
المحرك ، ثم تحطم الطائرة بالكامل من دون أي ناجين
الخبراء في مجال الطيران يعلمون جيدًا أن حتى أصغر
المشاكل الظاهرية قد تحمل في طياتها أخطر العواقب
بعد أن هبطت طائرة KLM بسلام، أسرع طاقم الأرض لفحص حالة الإطارات
وبمجرد تلقي تقرير إيجابي ، بدأ طاقم الطائرة بإنزال الركاب
في هذه اللحظة ، جاء صوت عبر جهاز اللاسلكي ،
والمفاجأة أنه كان بصينية فصيحة واضحة :
“ معك KLM 1237 شكرًا على توجيهاتك اليوم.
من فضلك أخبرني باسمك ، وسأدعو لك على العشاء متى
ما سنحت الفرصة .” حتى نُطق رمز الرحلة ' واحد-اثنان-
ثلاثة-سبعة ' كان بطريقة تدل على خبرة كبيرة
تفاجأ فانغ هاو قليلًا
لقد سمع باسم لانغ فنغ من قبل ،،
وباستبعاد احتمال أن يكون أجنبيًا يتقن الصينية بهذا
الشكل ، لم يكن أمامه سوى أن يكون هو ،،
في أوساط الطيران ، كان لانغ فنغ بمثابة نصف نجم ؛
فكونه آسيويًا بملامح جذابة ويقود طائرات الخطوط
الملكية الهولندية جعله لافتًا للأنظار
لزم فانغ هاو الصمت للحظة قم أجاب :
“ اوه … لا شكر على واجب . هذا من صميم عملنا .”
لم يكن بارعًا في تلقي المديح ، ونادرًا يسمع أحد يشكره
بمثل هذا الصدق عبر اللاسلكي ، لذا استغرق وقتًا قبل أن يجد ما يقوله
ابتسم صوت كابتن KLM على التردد ، وهو أكثر استرخاءً هذه المرة:
“ حسنًا ، ليس من السهل الدردشة على هذا الخط .
سأزورك يومًا ما "
بسبب هذا الحادث ، اضطر فانغ هاو للعمل ساعة إضافية قبل انتهاء نوبته
كان قد تعوّد هذا الأسبوع على عدة مناوبات ليلية ،
أما الانتقال المفاجئ إلى مناوبة نهارية فكان ما يزال يرهقه ،
و بعد أن رتّب مكتبه ، كان ينوي أن يتحدث قليلًا مع وانغ
تشانبو ليتأكد مما تعلمه اليوم قبل أن يذهب للمنزل ،
وفجأة تذكّر الجدال الذي دار بينه وبين طائرة اير تشاينا 1332 عبر اللاسلكي ، فسأل وانغ تشانبو:
“ تشانبو هل يمكنك أن تسحب لي سجل الرحلة للرحلة
1332 التابعة لخطوط الصين اليوم ؟”
فأجابه وانغ تشانبو وهو يتذكر:
“ أليست الرحلة القادمة من قوانغتشو إلى بكين ؟”
وسرعان ما فتح جهازه واطّلع على السجل ،
هذه الملفات التي تُكتب ورقيًا أصبحت الآن تُدار إلكترونيًا
اقترب فانغ هاو من الشاشة ليرى بوضوح ، وفورًا فهم لماذا
بدا له الصوت مألوفًا جدًا
المعروض على السجل كان —- :
[ CA 1332، قوانغتشو باييون → بكين داشينغ؛
الطيارون: شو جنغتشوان ، تشن جيايو ]
طبعًا وانغ تشانبو يعرف اسم تشن جيايو جيدًا ، فهتف بدهشة :
“ يا له من اسم كبير ! يا أستاذ هل أسأت إليه عن غير قصد ؟
هل تعتقد أنه سيرفع شكوى ضدنا ؟”
ابتسم فانغ هاو وقال بهدوء :
“ هييه ؟ لا تقلق لن يرفع شكوى .
ما زال غير واضح من الذي أساء للآخر .” ثم ربت على كتف
وانغ تشانبو مضيفًا: “ حسنًا ، كفى تفحصًا ، لننهي العمل اليوم .”
لم يكن فانغ هاو مقربًا جدًا من تشن جيايو لكنه يعرف أن
لو يان على علاقة وثيقة به
ففي أوساط الطيران المدني، يُعتبر حتى مجرد معرفة
سطحية بمثابة صداقة
فضلًا عن أن لو يان و تشن جيايو كانا صديقين منذ
الطفولة ، وتخرجا معًا من جامعة الطيران المدني وكانا في
الدفعة نفسها، أكبر منه بعامين أو ثلاثة
التقى بهم فانغ هاو عدة مرات أيام الدراسة ،
ولاحقًا — قابلهما في مطار بكين كابيتال ومطار داشينغ ،
إضافة إلى ذلك ، فإن التغطيات الإخبارية الواسعة
والمقابلات الإعلامية جعلت من تشن جيايو شخصية
معروفة ليس فقط في خطوط اير تشاينا ، بل في صناعة الطيران المدني كلها
———-
بعد نحو نصف ساعة ،
قاد شو جنغتشوان طائرة 737 إلى موقفها المخصص ،
وبعد أن ودّعا جميع الركاب ، لاحظ أن تشن جيايو لم يكن
في مزاج جيد ،
عرض عليه أن يبقى لترتيب بعض الأوراق ، لكن تشن لوّح بيده رافضًا ، ثم وقف وغادر المقصورة ،
وأثناء مروره بجوار يانغ فيفي ، سألها بصوت منخفض وهادئ :
“ ما الذي حصل قبل قليل ؟”
تفاجأت يانغ فيفي بسعادة ، فلم تصدق أن تشن جيايو لا
يزال يتذكر الموقف الذي حصل عند الإقلاع ،
فسارعت لتشرح :
“ آه… كان هناك راكب طلب ماءً ساخنًا ، ثم اشتكى من أنه
شديد الحرارة ، وطلب أن أضيف له ثلج ، ومع التأخير ، تذمر
من الأخذ والردّ وانفعل قليلًا ، لكن الأمر انتهى بخير ،
الأخت شوان ساعدتني في التعامل معه ،،
شكرًا لك الأخ جياعلى اهتمامك .”
وبمجرد أن أنهت كلامها ، أدركت أنها استخدمت لقبًا خاطئًا ، فقد كان عليها أن تناديه بـ “الكابتن”. فسارعت لتصحيح نفسها بخجل :
“ لا… أعني ، شكرًا لك، كابتن تشن "
ابتسم تشن جيايو دون أن يبدي أي انزعاج وقال :
“ لا بأس "
بعد كل هذه الأحداث ، نسيت يانغ فيفي أن تطلب صورة جماعية معه
ومع ذلك، ورغم أنها لم تحصل على صورة ، إلا أن مبادرته
بالاطمئنان عليها منحها شعورًا أجمل بكثير من أي صورة تذكارية
….
الغروب قد أضفى على السماء حمرة ذهبية حينما غادروا الطائرة
رفع تشن جيايو نظره إلى برج المراقبة المنعزل في مطار داشينغ، ولا يزال صدى ذلك الصوت في ذهنه ——
' رقم هاتف الخدمة لدينا هو 12349، يمكنكم الاتصال إذا
كانت لديكم أي شكاوى '
فكّر قليلًا في الاتصال لتقديم شكوى ، لكنه هز رأسه بازدراء
{ صحيح أن الطرف الآخر لم يكن ودود ، لكنه لم يرتكب خطأً فعليًا ،،
فلماذا أُضيّع وقتي بالبحث في التسجيلات الصوتية وملء النماذج ؟ }
لكنه لم يستبعد أن المراقب قد استشعر هذا الأمر مسبقًا،
ولهذا كان حازمًا معه إلى درجة أنه أنهى النقاش بعبارة مباشرةً : “ إذا لم يعجبك ، قدّم شكوى .”
مجرد التفكير في الأمر كان كافيًا لإغضابه من جديد ،
اشتد غضب تشن جيايو لدرجة أن نبضه ، الذي ظل ثابتًا
طوال سنوات من الإقلاع والهبوط ، بدأ يتسارع
أخرج هاتفه ليكتب رسالة إلى لو يان على ويتشات
لكنه فوجئ بأن أحدهم قد سبق وناقش الحادثة في
قروب الطيارين على التطبيق
هذا القروب يضم الكباتن ومساعدي الطيارين من عدة
شركات طيران متمركزين في بكين
في البداية كان معظم أعضاء القروب من اير تشاينا ،
لكن مع الوقت توسعت لتشمل طيارين من شركات أخرى
و أول من تكلّم فيها كابتن من ايستيرن ايرلاينز :
[ هل حصل شيء قبل قليل ؟
المراقبة جعلتني ألف حوالي ثماني مرات في الجو ! ]
سارع أحدهم ممن شهد الحادثة لشرح الوضع:
[ كانت مشكلة مع KLM، إطاراتهم انفجرت ]
وانتشرت الأحاديث الجانبية بين من يعرفون التفاصيل
[ ألم يكن ذلك الطيار الصيني من KLM؟ الوسيم ذاك؟
يقولون أنه أول يوم له ككابتن ]
وأبدى الجميع تعاطفًا معه ، رغم أن انفجار الإطارات لا يُعدّ
من الحوادث الخطيرة جدًا ،
لكن العديد من الكباتن أصحاب الخبرة ، مثل تشن جيايو
الذي قضى أكثر من عقد في الطيران وواجه أعطالًا
ميكانيكية مختلفة ، كانوا يدركون أن موقفًا كهذا كفيل
بجعل كفّي أي طيار شاب يتصبّبان عرقًا
ورغم أن الموقف توضّح ، ظلّ تشن جيايو يشعر بالانزعاج
ففي الرحلات الروتينية ، كان الطيارون يتنافسون على
الهبوط أو الإقلاع أولًا ، ويتجادلون أحيانًا مع المراقبين
الجويين لكسب الأسبقية ،
ومع ارتفاع التوتر ، لم تكن العواطف بعيدة عن السطح
لكن أن يصل الأمر إلى مواجهة علنية كما حصل ، فذلك أمر نادر
أما هو، فلم يكن طيارًا عاديًا شابًا يمكن أن يُداس عليه
ثم أضاف أحدهم ممن استمعوا إلى خلافه عبر اللاسلكي
[ الأخ جيا لما لا تقدّم شكوى؟
ما خطب مراقب الأبروش هذا ؟ هل شرب دواءً خاطئًا ؟
ما الذي حصل؟ ]
وأيّده كابتن آخر من اير تشاينا :
[ هل واجهت متدرّبًا ؟ ]
فجأة تدخّل كابتن بصورة حساب لم يتعرف عليها تشن جيايو ووجّه كلامه مباشرةً إليه :
[ @جيايو الأخ جيا كنت أنوي تركك تهبط قبلي اليوم . آسف يا الأخ جيا ]
ضغط تشن جيايو على صورة الحساب ، فاكتشف أنه كابتن من جينشو إيرلاينز
عندها فهم أن الطيار الذي تواصل معه عبر اللاسلكي
قد تعرّف عليه ،
لم يكن هذا غريبًا عليه ، فقد حصل معه الأمر من قبل
فردّ بإيجاز :
[ فهمت 🙏 ]
كابتن من الخطوط الجوية الصينية الجنوبية ابتسم وكتب :
[ المتدرّبين لا يجرؤون على قول ذلك .
لا بد أنّك التقيت بالجنرال فانغ أليس كذلك ؟ ]
تشن جيايو الذي نادرًا يتحدّث في هذا القروب
لم يستطع كبح فضوله فسأل :
[ مَن ؟ ]
فأجابه كابتن الصين الجنوبية :
[ فانغ هاو بالطبع . إنّه حازم للغاية ، حتى الهدايا لا تؤثر فيه ]
ألقى تشن جيايو نظرة على هذا الاسم وشعر وكأنّه سمعه من قبل ، لكنه لم يتذكّر أين بالضبط
والآن وقد عرف الاسم ، بدا الأمر أيسر
فخرج من المحادثة ، وضغط على صورة ملف لو يان وسألها :
[ هل متدرّبك كان يغطي عنك اليوم ؟ ]
أجابته لُو يان بدهشة وأرفقت إيموجي :
[ 🤨 متى اتخذتُ متدرّبًا أساسًا ؟ ]
تشن جيايو :
[ أليس فانغ هاو متدرّبك ؟ ]
وبسرعة أدركت لو يان ما يجري —
فلا بد أنّ فانغ هاو هو الذي جعل تشن جيايو والآخرين
ينتظرون أثناء توجيهه لرحلتهم
عمل مراقبة الحركة الجوية غالبًا عمل بلا شكر ،
ومن الصعب إرضاء الجميع ،
فمهما بلغت مهارة المراقب أو خبرته ، سيظل هناك دائمًا
مَن لا يرضى عن أدائه ،
إنهم الأبطال المجهولون حين تسير الأمور على ما يرام ،
وأول من يُلقى عليهم اللوم إن حدث أي خلل ،
ورغم العلاقة القوية التي تجمعها بتشن جيايو منذ سنوات،
كانت لو يان تدرك أنه — بصفته كابتن طائرة ، قد لا
يستوعب هذا الجانب بالكامل تمامًا ، فأجابته قائلة :
[ لا، إنه زميلي . نحن في المستوى نفسه ]
لقد أشرفت على تدريبه في البداية ، لكنه سرعان ما أتقن
عمله وأصبح قادرًا على إنجاز مهام شخصين في وقت قصير ،
لذا كانت تعتبره زميلًا لا تابع ،
تشن جيايو { إذن لم يكن متدرّبًا . فالمتدرّبون لا يملكون هذه الثقة . هذا منطقي }
وأضافت لو يان :
[ وهو أيضًا أصغر منّا سنًا . يفترض أنك التقيت به من قبل ]
عندها أدرك تشن جيايو السبب وراء شعوره بألفة مع الاسم
ثم تابعت لو يان موضحة :
[ إنه فانغ هاو — ' هاو ' ليس بمعنى الاتساع ،
بل ' هاو ' بمعنى القمر الساطع في السماء ]
بعد ذلك مباشرةً ، فتحت لو محادثة فانغ هاو وأرسلت رسالة إليه :
[ هل حدث شيء اليوم ؟ ]
..
فانغ هاو قد وصل للتو إلى سيارته ، وتنهد من سرعة انتشار الأخبار
وفكّر قليلًا { يبدو أن تشن جيايو لم يتقدّم بشكوى إلى برج
المراقبة ، بل اختار أن يشتكي لزميل … }
ومع ذلك لم يرغب في الإطالة بالشرح ، فأجاب ببساطة :
[ وقع انفجار في إطار ، لكن تمت معالجته بأمان على الأرض .
كل شيء بخير ، لا تقلقي الأخت يان ]
كان يعلم أن لو يان من أكثر الأشخاص فهمًا لقدراته وحالته ،
لذا كان واثقًا من أنها لن تبالغ في التفكير ...
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق