Ch6 برج الأبروش

 Ch6 برج الأبروش

بعد يومين من الراحة ، سمع تشِن جيايو صوتًا أنثويًا مألوفًا 

يرحّب بهم عبر تردد برج المراقبة عند وصولهم إلى بكين – 

لقد كانت صديقته لو يان { لقد عادت } تحسّن مزاج تشِن جيايو 

فتبادل معها بضع كلمات ودودة خلال الوقت القصير الذي أتيح لهما

وبينما كان سعيدًا بإنهاء رحلته الأخيرة على الموعد 

ومستعدًا للعودة إلى منزله، مرّ بجوار مقهى وفجأة لمح 

شخصًا مألوفًا يتقدّم نحوه

و قبل أن يستوعب عقله ما حدث ، كانت قدماه قد تحركتا 

بالفعل تتبعان الشخص وهو ينادي :

“ انتظر لحظة .”

كان فانغ هاو مستعجلًا ليشتري كوبًا من القهوة السوداء 

المثلجة ، ولم ينتبه كثيرًا لما حوله لأنه كان يريد الإسراع 

للعودة وتسلّم وردية لو يان ، 

تفاجأ قليلًا حين اعترضه شخص فجأة ، لكن بعد لحظة 

تذكره من الملامح —- : تشِن جيايو — المشهور جدًا بحيث يمكن للمرء أن يراه أحيانًا ليس فقط في المطار ، بل وحتى على ويبو

لكن تشِن جيايو لم ينظر إلى وجه فانغ هاو أولًا ، بل تأكد 

من البطاقة التعريفية المعلّقة على عنقه ليتأكد أنه مراقب جوي

وحين وجد أن حدسه كان صحيح ، نادى باسمه بهدوء وسأله :

“ فانغ هاو … ؟ هل كنتَ المراقب الجوي المناوب في ذلك اليوم ؟”

ربما خمن فانغ هاو سبب السؤال ، لكنه ظل محافظًا على هدوء ملامحه :

“ أي يوم تقصد ؟”

شعر تشِن جيايو أنه يتعمّد المراوغة ~ فردّ :

“ عندما كنتُ أستعد للهبوط ليلة الجمعة الماضية .”

لم يكن فانغ هاو ينوي الكذب ، من يجرؤ على ' الفعل' يجرؤ على ' الاعتراف '  : 

“ آووه نعم . الرحلة إير تشاينا 1332؟”

ذاكرته كانت قوية ، فما زال يتذكر رقم رحلة تشِن جيايو وتسلسل الأحداث في تلك الليلة

عندما سمع تشِن جيايو الرد العابر وكأن الأمر لا يستحق الذكر ، عاد الغضب الذي نجح في تهدئته طيلة أسبوع ليطفو من جديد ~~ 

و قال بنبرة خفيفة تحمل شيئًا من المزاح ، لكن بملامح جادة :

“ صحيح أننا لم نعلن حالة طوارئ بسبب الوقود وقتها ، 

لكن الموقف كان قائمًا ، 

الكابتن الذي كان أمامنا سأل عن سبب تعاملك بتلك 

الطريقة… بدا وكأنك لا تكنّ لنا الكثير من الود .”

لم يستطع فانغ هاو أن يدرك على الفور ما الذي يفكر فيه تشِن جيايو — فارتسم عبوس خفيف على حاجبيه الحادّتين و قال:

“ في ذلك الوقت… كان هناك انفجار في إطار على المدرج 17L وتم 

إرسال شاحنتي إطفاء ، 

كما أن هبوط الطوارئ استحوذ على مدرج آخر ، 

أنت كنت تعرف هذا أليس كذلك ؟ 

وإذا لم تكن تعرف وقتها ، فأنت بالتأكيد تعرف الآن ، 

في هذا الموقف ، من كان لديه الفرصة ليعرف من له الأولوية ؟ 

القاعدة تقول : من يأتي أولاً يُخدم أولاً . لم يكن الأمر موجّهًا إليك شخصيًا .”

قال ذلك بصوت مسموع ، لكن في داخله كان فانغ هاو يوبّخ تشِن جيايو بصمت

{ هل يعني أنه يجب عليّ التنازل لمجرد أن الشخص الذي أمامي مشهور ؟ أي نوع من الامتياز هذا  ؟ }

رأى تشِن جيايو أن فانغ هاو لا يظهر أي علامة على التراجع ، 

فشعر أن محاولته قد لا تجدي نفعًا ، 

لذا خفف من نبرة صوته وقال :

“ حسنًا ، أنت ما زلت أصغر مني في العمل ، دعنا نحاول أن 

نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل من الآن فصاعدًا .”

استعمل بطاقة العاطفة ، ليمنح نفسه طريقة لتهدئة الموقف 

ابتسم فانغ هاو ابتسامة خفيفة ؛ لم يكن من النوع الذي يُضغط عليه بسهولة

لقد تجاوز تلك المرحلة منذ زمن بعيد

فانتهز الفرصة :

“ الكابتن تشِن ، إذا كنت تفهمني حقًا ، لما كنت مشغولًا 

بمراقبة الأرض وما زلت قادرًا على إرسال ثماني طلبات لي خلال دقيقة واحدة .”

لم يكن ينوي أن يترك تشِن جيايو يفلت بسهولة

عبس تشِن جيايو { متى أرسلت ثماني طلبات ؟ 

أليس هذا مبالغًا فيه؟ } ومع ذلك ، مهما كان الطيار كبيرًا أو مشهورًا ، سلطته لا تمتد إلى مراقبة الحركة الجوية

و بمجرد دخوله قمرة القيادة ، عليه الالتزام بتعليمات 

المراقبة – يقلع عند إعطاء الإشارة ويهبط عند إعطاء الإشارة — هذه هي القاعدة الأساسية

أدرك تشِن جيايو أنه على الأرجح لن يحصل على أي ميزة أمام فانغ هاو — فتراجع وقال:

“ حسنًا، أنت على حق… دعنا نتظاهر بأن شيئًا لم يحدث ”

ندم على محاولته المتهورة لمواجهة فانغ هاو

{ لقد كان مسعى بلا جدوى ….

لو علمت أن فانغ هاو عنيد إلى هذا الحد ، لكنت اخترت استراتيجية مختلفة 

ربما تقديم هدايا أو مظاريف حمراء كلفتة حسن نية — 

و لكن … في قروب الطيارين ، كانت الشائعات تقول أنه لا 

يمكن إقناعه حتى بالهدايا ….. }

فانغ هاو يحمل القهوة التي اشتراها للتو ، و ألقى نظرة على 

ساعته كما لو أنه مستعجل ، ثم تنهد عندما نظر مجددًا إلى 

تشِن جيايو و قال :

“ حسنًا إذن . سأذهب الآن ”

شعر فانغ هاو بالارتياح لأن تشِن جيايو لم يكن مهتمًا بمواصلة الجدال

لم يرغب في جعل الموقف محرجًا أكثر ، 

بما أن كلاهما ينتمي إلى نفس الدائرة ومن المحتمل أن 

تتقاطع طرقهما مجدداً

أومأ تشِن جيايو برأسه وهو يراقب فانغ هاو وهو يشق 

طريقه بين الحشود الصاخبة في المطار

عندها فقط أدرك أن فانغ هاو بدا مختلفًا عن أيام الجامعة

انطباعه الغامض عن فانغ هاو آنذاك كان لشاب طويل 

ونحيل ذو بشرة داكنة مهتم بالرياضة

أما الآن ، فقد لاحظ أن فانغ هاو أصبح شخصًا وسيمًا إلى 

حد كبير ، لا يزال طويل القامة ونحيف ، ذو شعر قصير ، 

لكنه يمتلك جاذبية معينة لم يلحظها من قبل

مع ذلك ، كان واضحًا أن رابطة الزمالة بينهما ككبار وصغار 

في الجامعة لم تكن أولوية بالنسبة لـ فانغ هاو حالياً ، 

{ ااههخ …. الآن أحتاج إلى حل المشكلة الحالية … لذا … |

التفت إلى لو يان لطلب المساعدة ~~~

أرسل تشِن جيايو لها رسالة عبر ويتشات :

[ يان إير يبدو أن فانغ هاو يحاول أن يجعل الأمور صعبة بالنسبة لي ! 😔 ]

هذه المرة ، كان حريصًا على كتابة اسم الشخص بشكل صحيح

كتمت لو يان ضحكة ~~ كان لديها شعور بأن تخمينها صحيح 

{ لابد أن تشِن جيايو تكبد خسارة على يد فانغ هاو يوم الجمعة الماضي }

لم تتمكن من الحصول على التفاصيل من فانغ هاو، 

فهو دائمًا متحفظ بشأن الأمور التي لا يريد مشاركتها

لذا رأت أن الأمر ليس بمشكلة كبيرة وخمنت بشكل عابر ، 

معتقدة أنه ربما يتعلق بمراقبة الحركة الجوية ، 

مثل أوقات الانتظار الطويلة للطائرات أو ترتيب الإقلاع والهبوط 

كان تشِن جيايو معتادًا على كونه قائد طيار مريح ، 

لذا قد تكون المراقبة العرضية أمرًا غير مألوف له

هذا طبيعي إذا لم يكن معتادًا عليه 

{ لكن لماذا يتواصل معي عبر ويتشات بشأن أمر تافه كهذا ؟ }

وجدت لو يان الأمر مفاجئًا بعض الشيء

بالطبع لم تكن تعلم أن تشِن جيايو تكبد خسارة مرة على 

تردد الراديو ومرة أخرى على أرض الواقع ~~

أرسلت لو يان رمز تعبيري لشخص يضع يده على فمه وهو يضحك : [ 🤭 يا الصغير تشن امضِ قدماً وأشعل الأمور ، 

فستجني ما تزرع ]

تشِن جيايو: […]

بعد لحظة ، بدا واضحًا أنه لا يريد أن تنتهي المحادثة هكذا، 

فاستبق الأمر وسأل: [ هل يجب أن أعتذر له؟]

ردّت لو يان برمز الإعجاب 👍

كانت تعرف أن تشِن جيايو لم يكن يفكر فعليًا في الاعتذار

كان فقط يحاول الحفاظ على علاقة جيدة لتجنب التعقيدات المستقبلية

تشِن جيايو: [ أرسل لي حساب الويتشات الخاصة به ]

أرسلت لو يان حساب فانغ هاو

نظر تشِن جيايو إلى الحساب ، صورة جانبية لوجهه بخلفية 

من الجبال والأنهار ، وكان من الصعب معرفة ملامحه من الصورة

أما الاسم فكان ممثلًا بأيقونة مربعة

شكر تشِن جيايو لو يان

وبينما يظن أن الأمر قد انتهى، قالت لو يان فجأة: [ بالمناسبة جيايو يجب أن أخبرك بشيء .]

نادر لو يان تستخدم هذا النبرة الجادة ، الأمر الذي جعل 

قلب تشِن جيايو يغوص في الصمت

تشِن جيايو: [ همم، ما الأمر ؟]

لو يان: [ سأذهب إلى بودونغ، شنغهاي

ربما سأغادر خلال شهر تقريبًا .]

خمن تشِن جيايو: [ هل هذا بسبب الأخ لي ؟]

حبيب لو يان، تشاو شينلي — صاحب شركة إطارات ، 

وقد كانا على علاقة منذ أكثر من ثلاث سنوات

وكان الوقت قد حان تقريبًا لتثبيت العلاقة رسميًا

سمع تشِن جيايو أحيانًا لو يان تذكر أن شركة تشاو شينلي 

تجري الكثير من الأعمال في شنغهاي، 

لذا لم يفاجئه قرارها بمرافقته

ومع ذلك ، لم يتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة

لو يان: [ نعم، لا أريد أن أكون في علاقة بعيدة المدى .]

تنهد تشِن جيايو

العمل في الطيران المدني ، سواء كان الطيران أو مراقبة 

الحركة الجوية ، دائمًا ينطوي على جداول زمنية غير منتظمة ، 

و أضف عليها علاقة بعيدة المدى 

هذا سيجعل الأمر بالفعل صعب

منذ الجامعة وحتى الآن ، كان يعيش في نفس المدينة مع لو يان لما يقرب من عشر سنوات

كانت واحدة من أقرب أصدقائه ، لذا شعر حقًا بفقدان

بعد بعض التفكير، أجاب تشِن جيايو: [ اووه ، سأفتقدك ، 

لكنني سعيد من أجلك ومن أجل الأخ لي .]

أرسلت لو يان ايموجي ❤️ ثم كتبت : [ لم أخبر زملائي بعد ، لذا رجاءً لا تذكر ذلك لأي شخص الآن .]

فهم تشِن جيايو وأجاب: [ لا مشكلة . 

ماذا عن أن أدعوك إلى وجبة في ‘جو شيانغ يوان’ خلال 

أسبوعين قبل رحيلك ؟]

قالت لو يان بحماس: [ هذا واجب . سأقوم بترتيب فرصة .]

يتبع

الصينيين يضيفون “ـر / ér” في آخر الكلمة خاصة في لهجة بكين ،

وظيفتها : تعطي الكلمة إحساس تصغير / مودة / عامية