القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch8 برج الأبروش

 Ch8 برج الأبروش



لاحظ فانغ هاو طلب صداقة من شخص اسمه [ جياتشن ] في البداية لم يتعرف عليه ، لكن بفضل 

التذكير في المحادثة أدرك أنه تشن جيايو ، 

{ هل سنتحدث اليوم بشكل طبيعي في الدردشة ؟ 

ما الذي يخطط له هذه المرة ؟ }

لم يفهم فانغ هاو تمامًا ، لكنه وافق على طلب الإضافة 

بدافع الفضول لمعرفة ما يريده تشن جيايو


بعدها أرسل تشن جيايو رسالة اعتذار ، لكن فانغ هاو لم 

يشعر بأنها صادقة جدًا ، 

بدا وكأن تشن جيايو قرر تغيير استراتيجيته بعدما أدرك أن 

الفوز في الجدال الكلامي قد لا يكون الخيار الأفضل ، 

{ لكن لماذا يصرّ تشن جيايو على بناء علاقة جيدة معي 

تحديدًا من بين عشرات الأشخاص في غرفة المراقبة في مطار داشينغ ببكين؟ }


كان هذا لغزًا لم يتمكن من فهمه تمامًا ، وبصراحة لم يرغب في ذلك


لطالما كان سيئًا في فهم ' سياسات المكاتب ' 

لو يان لمّحت له بهذا الأمر من قبل ، بل وقالت له:

“ فانغ هاو أنت أكفأ مراقب جوي رأيته في حياتي ،، 

ربما وُلدت من أجل هذه الوظيفة ، لكنني قلقة عليك .”


استطاع فانغ هاو أن يقرأ ما وراء كلمات لو يان


فهذه الوظيفة لم تكن مجرد توجيه طائرات ، فالطائرات لم 

تكن مجرد آلات ، بل هناك أشخاص خلف مقودها


المراقبون الجويون مضطرون للتعامل مع الطيارين 

والشركات والمؤسسات على مستويات متعددة ، 

ولا يملكون رفاهية إغضاب أي طرف


مجرد التفكير في ذلك كان يسبب له صداع ، خاصةً وأن 

ترقيته الأخيرة فرضت عليه أن يشرف على تدريب وانغ تشانبو 

وأن يحضر اجتماعات مختلفة تتعلق بأنظمة السلامة


بعض الأشخاص لديهم موهبة فطرية في المناورة بين 

مجموعات المصالح المختلفة والخروج منها سالمين مثل تشن جيايو


انتهت العطلة الصيفية وما زال ضغط الحركة الجوية في 

مطار داشينغ ضمن السيطرة


كانوا يعملون بنظام أربع ورديات متناوبة : يومان عمل ويومان إجازة ، 

معظم الموظفين لم يضطروا إلى العمل في المناوبة الليلية 

إلا لأسبوع واحد ، باستثناء أيام العطل


لكن شخص بخبرة فانغ هاو كمراقب جوي أول كان عليه أن 

يغطي ليلتين إضافية


المناوبات الليلية تقطع الإيقاع الطبيعي للجسم ، وتجعلها 

مرهقة بشكل خاص، 

لكن لم يكن هناك مجال للخطأ


قضى فانغ هاو مناوباته الليلية يشرب الكثير من قهوة الكولد برو


مع إبقاء المكيف في غرفة المراقبة باردًا جدًا ، 

ويتسلل أحيانًا لتدخين سيجارة حتى يحافظ على يقظته



في هذا الوقت المتأخر ، وبينما مناوبة فانغ هاو الليلية 

تقترب من نهايتها ، جاءت زميلته من برج المراقبة تشو ييرو تزوره على غير المتوقع وهي تطرق الباب :

“ فانغ هاو يوجد شخص ينتظرك عند المدخل .”


: “ هاه ؟ من يكون؟” في مثل هذا الوقت ، كان الاحتمال 

الأكبر أن يكون زميلًا أو أحد المسؤولين


لكن الزملاء عادةً يدخلون غرفة المراقبة مباشرةً


قالت تشو ييرو وهي تحتضن نفسها من شدة البرد : 

“ يبدو أنه طيار . لم أتعرف على زيه ،، 

أنتم في هذا الطابق تحبون البرد فعلًا ؛ المكيف هنا متجمد .”


لا يأتِ الطيارون إلى البرج من فراغ ،

و غالبًا يحدث ذلك إذا استدعاهم المراقبون للاستفسار عن أمرٍ ما ، 

أحيانًا توبيخ من نائب الرئيس أو أحد المسؤولين عن الحركة الجوية ، 

وأحيانًا لكتابة تقرير يُرفع للإدارة العليا ، بشكل عام ، لا يزور 

الطيارون البرج إلا إذا كان هناك مشكلة


{ هل يمكن أن يكون… تشن جيايو؟ }


خلع فانغ هاو سماعاته وألقى نظرة على الشاشة، فلم يرَ أي نشاط غير معتاد

أوصى زميله الذي على نفس الوردية بمتابعة المراقبة، 

ثم خرج وهو يمسك بعلبة سجائر وولاعة، 

مستغلًا الفرصة لتمديد ساقيه قليلًا


لكنه فوجئ بأن الطيار المنتظر لم يكن سوى كابتن الخطوط 

الملكية الهولندية (KLM)، لانغ فنغ ——


حيّاه لانغ فنغ : “ فانغ هاو ؟”



لم يسبق لفانغ هاو أن تحدث معه من قبل ، لكنه رآه أكثر 

من مرة في المطار ، فملامحه لم تكن غريبة عنه ، وإن لم يتذكر اسمه ، 

فقال له بأدب: “ ما الذي جاء بك في هذا الوقت المتأخر ؟”


ألقى لانغ فنغ نظرة على ساعته ، ثم عاد ببصره إلى فانغ هاو :

“ لدينا رحلة مبكرة إلى أوروبا اليوم . جئت مبكرًا 

للاستعدادات قبل الرحلة ، وفكرت أن أمرّ لأراك .”


: “ إلى أين تحلقون اليوم؟” سأل فانغ هاو بأدب ، وهو يشير 

باتجاه منطقة التدخين : “ سأدخن سيجارة ، فالمناوبات 

الليلية تجلب النعاس . أتمنى ألا تمانع .”

أشعل سيجارته وسحب نفسًا عميقًا، مبتعدًا قليلًا عن لانغ فنغ


: “ إلى أمستردام ...” أجاب لانغ فنغ وهو يومأ برأسه 

بابتسامة مهذبة ، مشيرًا أنه لا يمانع ، 

لكنه لم يلحق بفانغ هاو ، بل أبقى نظره عليه وهو يتحرك ،

وتابع : 

“ فانغ هاو لأنك لاحظت مشكلة الإطارات يوم الجمعة الماضي جئت اليوم لأشكرك وجهًا لوجه ” 


قالها لانغ فنغ بابتسامة صادقة


الساعة الرابعة والنصف صباحًا ، وسماء بكين لا تزال 

مظلمة ، والليل بدأ يبرد أكثر


ابتسم فانغ هاو أيضاً كاشفًا عن أسنانه البيضاء : “لا شيء يستحق ”


لقد واجه في عمله عدد كبير من الطيارين المتعجرفين أو 

غير المتعاونين، أما أشخاص مثل لانغ فنغ فكانوا نادرين حقًا

وبصراحة، لم يكن معتادًا على هذا النوع من التقدير ، 

بل شعر بشيء من عدم الاستحقاق


تحدث الاثنان قليلًا عن حادثة ذلك اليوم


وسأله فانغ هاو أن إن كانوا قد اكتشفوا سبب المشكلة ، 

لكن لانغ فنغ هز رأسه قائلًا إنهم لم يتوصلوا لشيء


و حتى أنه راجع سجلات الصيانة ، وتبيّن أن الإطارات استُبدلت منذ شهرين فقط


قال لانغ فنغ وهو يتأمل دخان السجائر الذي ينساب من 

فانغ هاو في السماء المظلمة، شارداً في أفكاره : “ ربما سمعت أن تلك الرحلة كانت أول رحلة لي ككابتن ، 

لذا … أن تمر بسلام كان حظًا كبيرًا .”


في الأصل ، أراد لانغ فنغ قد أن يجد وقتًا أقل انشغالًا ليشكر 

المراقب الجوي في البرج ، وكذلك مراقب الاقتراب ، على مساعدتهم


كما كان ينوي أن يسألهم عمّا إذا كانوا يفضلون بطاقة هدية 

لمقهى أو شيئًا آخر كتعبير رمزي عن امتنانه


لكنه لم يكن يتوقع أن يكون المراقب شخصًا طويل القامة، 

جذابًا، بعينين تلمعان حين يبتسم


: “ اخبرني بموعد ، وسأدعوك على مشروب ” 


خرجت هذه الجملة عفوية من فم لانغ فنغ عند الرابعة صباحًا 

في سكون الليل ، لم يفكر كثيرًا ، فقط قالها


التفت فانغ هاو لينظر إليه سريعًا ، وفي تلك اللحظة أخيرًا 

انطلقت راداراته الداخلية : { اللعنة ! }

كان بارعًا في التعامل مع الطوارئ أثناء الرحلات—مثل 

تعطل مكوّنات الطائرة، أو عمليات الإقلاع والهبوط واسعة 

النطاق ، 

أو حتى الحالات الطبية الطارئة للركاب ، 

لكن هذه المهارة لم تكن تعمل جيدًا في الحياة اليومية ، 

الدعوة المفاجئة من كابتن KLM، الذي كان يوجهه من برج 

المراقبة من قبل، للخروج لشرب شيء ما، بدت له موقفًا غير معتاد


أجاب فانغ هاو بتردد : “ آم… شكرًا ، لكن الأمر ليس ضروريًا فعلًا ” محاولًا إقناع نفسه بأنه يبالغ في التفكير


لانغ فنغ كان شخصًا جيداً ، شكلاً وخلقًا ، لكن فانغ هاو كان 

قد وضع لنفسه قاعدة قبل خمس سنوات : ألا يدخل في أي علاقة مع شخص يعمل في مجال الطيران ، 

سواءً علاقة جدية أو حتى عابرة 


ظهر على لانغ فنغ شيء من الخيبة ، و ربما أدرك أنه كان 

متعجلًا بعض الشيء ، فقال: “ إذًا… فنجان قهوة ؟”


أومأ فانغ هاو: “ حسنًا ، لا بأس . مرّ على البرج في أي وقت .” فقد شعر أن الرفض أكثر من مرة سيكون وقاحة


ابتسم لانغ فنغ : “ حسنًا ، سأتصل على هاتف المناوبة الخاص بك "


فكّر فانغ هاو بينه وبين نفسه أن هاتف المناوبة مخصص 

عادةً للطيارين حين يتصلون لتقديم شكاوى ، لكنه لم يعترض


ربما لانغ فنغ لم يشأ أن يتجاوز الحدود بسؤاله عن رقمه الشخصي


بعد أن ودّع لانغ فنغ ، وبينما لم يكن هناك الكثير من الحركة الجوية ، وجد فانغ هاو نفسه يسترجع ما حدث للتو


وعند انتهاء مناوبته الليلية ، بدا أن تشو ييرو قد لمحت 

الاثنين في البرج ولم تستطع مقاومة فضولها ، فسألته بنبرة مازحة :

“ إذن… هل هذا هو الطيار الذي تشاجرت معه الجمعة الماضية ؟”


: “ هاه؟” فوجئ فانغ هاو


{ كيف صار الجميع فجأة يعرف عن الحادثة في غرفة المراقبة يوم الجمعة ؟ } لكنه أجاب :

“ لا، هذا لانغ فنغ ، الكابتن في KLM ”


أدركت تشو ييرو الأمر وقالت : “ الذي حدثت معه مشكلة في الإطار ؟ 

لم أتوقع أن يكون وسيم هكذا . ربما أُعجب بك .”


: “ حقاً ؟” لم يكن سؤالًا عابرًا ، بل كان فانغ هاو فضوليًا فعلًا


فكل ما رأته تشو ييرو مجرد لمحة عابرة لهما في البرج ، 

فهل يمكن أن تستنتج شيئًا من ذلك ؟


قالت تشو ييرو بثقة : “ الطريقة التي نظر بها إليك بدت مختلفة ”


هز فانغ هاو رأسه ونفى الأمر : “ مستحيل ،، 

لم يكن يعرف حتى كيف أبدو إلا اليوم ”


ارتدت تشو ييرو معطفها ، وهمّت أن ترافقه حتى موقف 

السيارات، ثم دفعته بخفة وهي تقول مازحة :

“ أنت متواضع للغاية .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي