القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch39 الخطاف الخلفي

 Ch39 الخطاف الخلفي




في البداية ، أراد تشو تشيشن أن ينظف نفسه ، 

رأى آثار الأسنان على الوشم واضحة جداً ، 

ولو ضغط لانغ فنغ أكثر قليلاً لسال الدم ،


و إحدى ركبتيه قد اكتسبت علامات حمراء من الركوع على 

الأرضية الخشبية ، 

ناهيك عن العلامات التي على خصره وعنقه من الخلف 

وبقية جسده ،


ولكن في هذه اللحظة ، عندما نظر تشو تشيشن في المرآة ، 

تذكر أن قبلة لانغ فنغ الخفيفة قد كانت على ندبة العملية 

الجراحية في أسفل ظهره


هذه الندبة الجراحية كانت تحتاج ، من الناحية الطبية ، إلى 

شهر كامل لتلتئم ، أو ربما ، تحتاج فقط إلى تلك اللحظة 

القصيرة من حنان لانغ


بعد حوالي خمس دقائق ، فتح لانغ فنغ ستارة الدش ودخل، 

وسأله: "هل أساعدك؟"


البانيو ومقصورة الدش المصممان لشخص واحد ، 

ضيقه على رجلين بالغين، فلا يكاد يوجد متسع للاتفاف حتى 


ظن تشو تشيشن في البداية أن لانغ فنغ يريد الجنس 

مجدداً — فذكرياته عن هذا البانيو كانت كافية لإصابته 

بصدمة نفسية لبعض الوقت


لكن لانغ فنغ لم يفعل و ساعده على التنظيف 


———-🔞


لكن مهما كان ثبات تشو قوي ، لم يستطع مقاومة أصابع 

لانغ فنغ التي عادت لتدلك مكانه الحساس في الداخل

و قبل أن يستوعب عقله ما يحدث ، استجاب جسده


ظل مغمض العينين، لكنه عرف من الصوت أن لانغ فنغ قد 

ركع — وأصابعه تداعب مؤخرته ، ثم أدخل قضيب تشو لفمه


عندما فتح تشو تشيشن عينيه ، رأى لانغ فنغ راكعاً على 

الأرض يمارس الجنس الفموي


و عيني لانغ تراقبه طوال الوقت ، 


ارتفاع درجة الحرارة وبخار الماء جعلاه يشعر بضيق في 

التنفس ، بل وكأنه يهلوس


مد تشو تشيشن يده ولمس وجه لانغ فنغ، 

شعر وكأنه يُدنس شيئاً مقدساً ، خالد سماوي ،


لكن هذا الشعور أثاره بشكل مخجل ، 

ولم يستطع السيطرة على نفسه على الإطلاق ،

أراد أن يلوّثه أيضاً ، ويسحبه إلى العالم الدنيوي ، إلى جانبه


و في النهاية ، لم يستطع تحمل ذلك ، فأغمض عينيه مجدداً ،

 ونادى باسم لانغ فنغ وقذف في فمه



———-🔞


ساد بينهما صمت قصير ، 

حتى إن تشو تشيتشن لاحظ تفاصيل صغيرة في الحمّام لم 

ينتبه إليها من قبل ، 

فقد تم وضع حصائر مضادة للإنزلاق ، 

وكأن لانغ فنغ كان يحاول أن يخفّف عنه بطريقته الخاصة ، 


وقف لانغ فنغ تحت الماء المنهمر ، وانعكست الإنارة على 

وجهه الهادئ ، اقترب ووضع جبينه على جبين تشو تشيتشن 

في صمتٍ طويلٍ يشبه الاعتذار


بعد أن انتهيا من الاغتسال وبدّلا ملابسهما ، 

ظلّ مدخل المنزل في فوضى ، لكن تشو تشيتشن قد أنهكه 

التعب ، فجلس على السرير وربّت على المساحة الخالية 

إلى جانبه ، داعيًا لانغ فنغ أن يقترب


تمدّد لانغ فنغ إلى جواره ، وما إن فتح فمه حتى قال بصوتٍ خافت :

“ آسف، أنا…”


فقاطعه تشو تشيتشن بلطف :

“ لا تقل شيئ "


لم يُكمل لانغ فنغ اعتذاره ، لكن عينيه ظلّت تحدق بوجه 

تشو نظرةً صادقة جعلت الأخير يتنهد بخفة قائلاً :

“ قلت لك ، لا بأس "


لم تكن الكلمات بينهما ضرورية ، فالنوايا كانت واضحة بما يكفي ،

أدرك تشو تشيتشن أن ما قاله في السابق عن حرية لانغ فنغ 

في قراراته كان قاسياً أكثر مما ينبغي ،

لقد ظنّ أن لانغ فنغ لا يحمل مشاعر ، لكن الحقيقة أنه كان 

يكبتها بصمتٍ ويواجهها بعقل ،

 يحاول أن يكون منطقيًا حتى النهاية ، 

وربما بعد أن التقى ذلك الشخص أخيرًا ، تبددت القيود ، 

وسمح لانغ فنغ لنفسه أن يشعر بصدقٍ وحرية


صمتَ لانغ فنغ طويلًا ، ثم قال بصوتٍ خافت كأنه يحدّث نفسه :

“ لم أشعر بهذه الطريقة منذ زمنٍ بعيد "


ابتسم تشو تشيتشن بخفة :

“ الخطأ لا يكون من طرفٍ واحد، أليس كذلك ؟”


هزّ لانغ فنغ رأسه أولًا بالنفي ، ثم أومأ موافقًا كأنه فهم المعنى أخيرًا


مدّ تشو تشيتشن يده ليلمس أذنه بخفة ، حركة بسيطة 

لكنها مألوفة بينهما، تحمل من الحنين أكثر مما تحمله من الكلمات


اقترب لانغ فنغ منه أكثر ، دون أن يقول كلمة ، 

فقط الصمت والدفء بينهما كافيين


ظلّ تشو تشيتشن يشعر ببعض الحزن العالق في صدره ، 

حتى التقط لانغ فنغ هذا الإحساس وسأله بهدوء :

“ ما بك؟”


تردد تشو تشيتشن قليلاً ، ثم أجاب:

“ فجأة شعرت بالشفقة عليه ... 

هناك أشياء فهمتُها أنا، ولم يفهمها هو بعد… ربما حينها، 

هو أيضًا كان ينظر إليّ بالطريقة نفسها .”


في الحقيقة ، لم يكن تشو تشيتشن بلا خيالات وتأملات 

حول هذه المقابلة المنتظرة ،،

لطالما راوده تصوّر بسيط ، يكاد يكون دنيويًا : أن يعيش 

حياة أفضل من ذلك الذي كان يومًا حلمه البعيد ، 

أن يثبت لنفسه أنه تجاوز الماضي ،


كان يعلم في قرارة نفسه أنه ليس بذلك السمو ، 

وأن شيئًا من الرغبة في الانتصار ظلّ يسكنه ،

لكنه حين وجد نفسه في مواجهة الواقع الذي تمنّاه ، 

لم يشعر بما ظنّه لذة ، بل فراغًا لا تفسير له ،


ربما في قلبه ، ظلّ باي زيوي خالدًا في تلك الصورة : شاب 

في الرابعة والعشرين ، مفعمًا بالحيوية ، 

يخرج من طائرة جيان-15 بخطوات ثابتة ، 

ويؤدي التحية العسكرية بهيبة ، 

و لم تكن الهزائم اليومية ولا خيبات الحياة المكرّرة تنتمي 

إلى هذا الشاب الذي تبعه تشو تشيتشن بإعجابٍ دام ثماني سنوات


لم يسقط باي زيوي تحت وطأة العواصف أو الحروب ، 

بل خسر أمام تفاصيل الحياة الصغيرة ، أمام الملح والنار والدخان


قال لانغ فنغ بصوتٍ خافت:

“ لم يكن بينكما قدر . منذ البداية ، كان مستحيل ،

لكن ربما من الجيد أن الأمر انتهى كذلك "


هزّ تشو تشيتشن رأسه :

“ الأمر ليس بهذه البساطة . الهدية التي أعطاني إياها… 

كانت مقدّمة خطّاف الذيل في طائرتي السابقة ، 

الجزء الأول منه ،

الخطّاف الذي طالما حلمت بامتلاكه ، 

حتى لو صار قطعة حديد صدئة أو رماد ، كنت سأريده ،

لكن الآن ، فجأة ، لم يعد يعني لي شيئ …."

أكمل بنبرةٍ حزينة هادئة :

“ ربما لا تعرف ، في كل مرة تهبط فيها الطائرة على 

الحاملة ، يكون ضابط الهبوط في البرج هو من يؤكد بعينيه 

أن الخطّاف أمسك بالسلك ،

و إن لم ننجح ، فعليه أن يأمر الطيار فورًا بالإقلاع مجددًا ، 

وإلا ستكون نهايته حتمية ، 

فقط في دفعتنا ، فقدنا اثنين من الطيّارين بسبب ذلك.

كان هو ضابط الهبوط ، وأنا الطيار .

لقد وضعت حياتي بين يديه ، ومع ذلك لم يمنحني يومًا 

جملة صادقة . 

لم تكن المسألة في الحب أو الميول ، فقد تجاوزت ذلك. 

لكن ما لا أستطيع تجاوزه… هو خيانته للثقة .”


تحطمت المرايا مهما بدت صافية ، ومهما كان الوهم جميل ،


بعد ثماني سنوات ، وحتى لو ترك الإعجاب جانبًا ، 

لا يمكن لتشو تشيتشن أن ينكر أنه كان مخلصًا 

وصادقاً لباي زيوي بكل ما يملك ، 

والآن، بعد أن تحطّمت تلك الصورة ، شعر بالراحة لحظةً، 

لكنها سرعان ما خلّفت داخله فراغًا مؤلم




لانغ فنغ مستلقيًا إلى جواره بصمت ، ثم استدار ليحتضنه برفق ، 

و يقبّل أعلى رأسه ويهمس :

“ لقد مضى كل ذلك . ما يهم هو أنك خرجت منه الآن "


تركه تشو تشيتشن يحتضنه ، وقال بصوتٍ خافتٍ متعب :

“ أتمنى ذلك… لكن التخلص من الماضي حقًا، من كل ما 

حمله، سيحتاج إلى بعض الوقت "


ابتسم لانغ فنغ وقال بهدوء:

“ ماضيك هو ماضيك وحدك ، لكن مستقبلك… هو لك ولي معًا ، 

لنا نحن الاثنان ، 

لن أعدك بما لا يمكن تحقيقه ، لا أحد يستطيع أن يغيّر 

الماضي ، لكنني صلّيت كثيرًا من أجلك ، 

أن يقلّ ألمك ، وأن تكون أيامك القادمة مليئة بالسلام 

والهدوء ،

الماضي قد انتهى ، لكنه لا يمنعنا من بناء زمنٍ جديد "

صمت لحظة ، و أضاف مبتسمًا :

“ ثماني سنوات زمنٌ طويل… لكننا سنقضي معًا ثماني 

سنوات أيضًا ، وبعدها ثماني أخرى ، ثم الكثير بعدها .”


ظلّ تشو تشيتشن صامتًا طويلاً بعد سماع تلك الكلمات، 

والهدوء عاد ليملأ الغرفة


لانغ فنغ ما يزال يعانقه بإصرارٍ ودفء ، 

وفي هذا العناق وجد تشو تشيتشن لحظة نادرة من 

السكينة ، و كأن العالم توقف


كان لانغ فنغ في نظره مثالًا للرقة والصدق ، 

إلى درجةٍ تجعله يعيد تعريف الحنان ، 

لكن اكتشف تشو تشيتشن أنه اكتسب عادة جديدة منذ أن 

جمعهما هذا الحب — عادة الحزن بعد القرب ، 

تلك الحساسية التي لا تأتي إلا من المحبة الصادقة ،


{ ربما لم يكن السبب الجسد … 

بل كان السبب هو الحب نفسه }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي