Ch46 الخطاف الخلفي
في ربيع العام التالي —- ،
كان لانغ فنغ يفكر منذ فبراير في أن يقدّم طلب الزواج لتشو تشيتشن ،،
لقد خطط للوقت بعناية ، بحيث يكون في الفترة بين عيد
الحب وذكرى مرور عامين على علاقتهما ،
والمكان فوق الثلوج المتصلة لسلسلة جبال الألب ،
لا يحتاج الحفل لحضور كثيرين ، يكفي مجموعة صغيرة من
الأصدقاء المقربين وشقيقته لانغ يي ولا حاجة لمصور
محترف ، فكان يثق بأن فانغ هاو يمكنه تولّي التصوير
لكن عملية طلب الزواج تأجلت مرارًا وتكرارًا ،
حتى جاء مارس ، وسأل تشو تشيتشن:
“ هل تريد أن نتزوج بنهاية العام ؟
هل نحتاج لرؤية القاعة ؟
أم نذهب معًا لاختيار الخواتم ؟”
فجأة شعر قلب لانغ فنغ بالخطر ، خوفًا أن يسبقه تشو
تشيتشن ويرتّب للزواج قبل أن يقدّم هو الطلب ،
وعندما ذهبا لمتجر الخواتم ،
أظهر لانغ فنغ قسوة شديدة وغريبة على الدوام ——-
فعندما يجرب تشو تشيتشن خاتمًا معين ، كان لانغ فنغ
يعطي ملاحظاته على كل جانب : هذا ليس مناسبًا ،
وذاك غير ملائم ،
حتى إن تشو تشيتشن أصيب ببعض الإحباط النفسي …..
زارا متجرين تقريبًا ، وكاد البائعون أن يرفضوا التعامل
معهما ،
وربما كانوا يبتسمون سطحياً بينما يفكرون في قرارة أنفسهم { حبيبك وسيم ، ويبدو أنيق ،
فلماذا ذوقه صعب إلى هذا الحد ؟ }
وانتهت هذه المسألة لاحقًا دون حل لأن لانغ فنغ كان ينتظر
خاتمه المفصّل خصيصاً
وبالفعل —- ، في أبريل وصل الخاتم أخيرًا —- ،
عندها اصطحب لانغ فنغ تشو تشيتشن في عطلة إلى زيورخ
وجبل يونغفراو
كان بالإمكان في فبراير أن يستغلوا عطلة رأس السنة
الصينية كذريعة ، لكن في أبريل كان من الصعب الحصول
على إجازة ،
و استمر لانغ فنغ في الإلحاح على تشو تشيتشن ليطلب
الإجازة من شركته ،
ولأجل هذا وافق تشو تشيتشن على أخذ عطلة قصيرة معه ،
كانت الإجازة قصيرة ، أسبوع واحد فقط
فاستأجر لانغ فنغ كوخ صغير بين جبال الألب
ومع عدم إمكانية حضور شقيقته لانغ يي، وغياب لين شياو
وفانغ هاو —- قرر لانغ فنغ أن يكون طلب الزواج خاص بهما فقط،
ثم يجتمع الجميع لاحقًا في حفل الزفاف بنهاية العام
و هكذا ، سيكون طلب الزواج لحظة خالصة لهما ،
قلبان صادقان ، وثلوج بيضاء شاهدة
اليوم 18 أبريل —- ، أحد أيام الأحد العادية —-
استيقظ تشو تشيتشن صباحًا ، وخرج للجري ،
ثم أخذ حمامًا دافئًا ، حضّر فنجان قهوة ، وارتدى ملابسه
وعندما خرج إلى الشرفة ليشرب القهوة ،
رأى لانغ فنغ يخرج أيضًا ،
مرتديًا قميص أبيض ، وشعره مرتبًا بعناية ،
عيناه تحملان مشاعر قوية ، حارة ومباشرة ،
في هذه اللحظة ، فهم تشو تشيتشن خطأً مشاعره ،
وظن أن لانغ فنغ يريد شيئ آخر— رغم أنهما قد مارسا
الجنس في الليلة السابقة بالفعل
لكن لانغ فنغ وعيناه مركزتان عليه ، وقف بثبات ،
وهو يقول بهدوء :
“ أحبك ”
حيّاه تشو تشيتشن بتحية بسيطة :
“ صباح الخير حبيبي ”
تقدّم لانغ فنغ نحو تشو تشيتشن، وركع على ركبة واحدة،
ممسكًا بصندوق صغير من المخمل الأسود، وقال بصدق:
“ تشو تشيتشن هل تتزوجني ؟”
لم يستطع تشو تشيتشن الإمساك بفنجان القهوة فسقط على الأرض
الثلوج على الشرفة متراكمة و لم تذُب بعد ،
فتركت القهوة آثار داكنة على البياض الساطع
لم يتوقع هذا أبدًا ….
فبعد حكاية اختيار الخواتم السابقة ، ظنّ أن لانغ فنغ لا
ينوي على المدى القريب تقديم طلب الزواج ،
لانغ فنغ معروف بقدرته على إدارة مشاعره بدقة ،
وكان يقسم في ذهنه العمل ، والعاطفة ، والعائلة ،
والصداقة ، كما يضع أولويات واضحة لما يفعل الآن وما
يخطط له في المستقبل ،
تشو تشيتشن يعلم أن لانغ فنغ يريد الزواج ،
لكنه اعتقد أن هذه المسألة ليست على رأس أولوياته ،
لذا كان يتردد في اختيار الخواتم ،
ولم يلقى أي إعجاب من خواتم GRAFF
لكن المفاجأة كانت هنا، على الثلج، حيث يركع لانغ فنغ
أمامه ، والثلج الأبيض حوله يبرز تألق شعره الأسود
لم يفكر تشو كثيرًا ، ابتسم وقال:
“ نعم ”
فالجواب لم يكن له إلا خيار واحد ، وكان يعرف ذلك ،
ولانغ فنغ أيضًا كان يعلم
قال تشو تشيتشن قلقاً قليلًا :
“ انهض بسرعة ، الأرض كلها ثلج .”
لكن لانغ فنغ قال بهدوء :
“ مد يدك "
على الرغم من أنه لم يعد يذهب إلى الكنيسة أيام الأحد ،
إلا أنه كان دائمًا يقدر الطقوس ،
ويصر على اتباع كل طقس حرفياً ،
مدّ تشو تشيتشن يده ، فأمسك لانغ فنغ بالخاتم و وضعه في إصبع البنصر
لقد أخذ مقاسه مسبقًا حين كان تشو تشيتشن نائم ،
وسجّله أيضًا سرًا في متجر الخواتم ، فكان مناسبًا تمامًا
لانغ فنغ :
“ لقد طلبت تصميم الخاتم ، لذا تأخر قليلاً ،
استغرق الحصول على الماس شهرًا ، وتصنيع الخاتم
شهرين ،، كنت أنوي سؤالك في فبراير ، لهذا رفضت اختيار
الخواتم التي اخترتها … آسف ….
ما رأيك ، أعجبك ؟”
نظر تشو تشيتشن إلى الأسفل ، والخاتم لم يكن مجرد
دائرة عادية ، بل مختلفًا عن أي تصميم شاهده مسبقًا
في المتاجر
خاتم فضي بعرض مناسب ، وفي الوسط نقش ماسي يشبه
شريط أفقي ، وعند التدقيق ، يظهر أن شكل الالماس يحاكي
خطاف الطائرة الخلفي —— مفاصل يد تشو عريضة قليلًا
وأصابعه نحيلة ، لكن التباين بين الفضة والالماس بدا رائعًا على يده
ابتسم لانغ فنغ :
“ نادي التيلهوك الخاص بي ! ( الخطاف الخلفي - اسم الرواية ) ،
سمعت أن جميع طياري الطائرات الحربية بعد التقاعد
يحصلون على ميدالية ، وأنت لم تحصل عليها ، لذا
سأعطيك ميداليتي ”
حدّق تشو تشيتشن في عينيه ، وشعر أن الدموع ستهرب
منه — ربما من سطوع الثلج
أمسك بيد لانغ فنغ، وسحبه من الثلج، ثم اقترب منه،
ويد الخاتم التي على يده مرت على جانبه الوسيم ،
وقبّل شفتيه بكل قوة وحنان
———
في الليل ،
أنشأ لانغ فنغ قروب على ويتشات ، وسماه :
[ زفاف هولندا 2022 ]
وأضاف أخته لانغ يي ، فانغ هاو ، تشن جيايو ، لو يان ،
لين شياو ، وأصدقاء آخرين ، لمناقشة الجداول الزمنية
والرحلات الجوية والفنادق لحفل زفافهم الرسمي في أمستردام في بداية العام المقبل
في الدقيقة التالية غيّر تشو تشيتشن اسم القروب إلى:
[ رومانسية نادرة في الثلاثين ~ ]
كان لانغ فنغ يتسوق في المدينة و حين رأى الاسم الجديد ، انفجر بالضحك
أرسل فانغ هاو رسالة :
[ لقد تقدمت للزواج ، أليس كذلك ؟ ]
قبل أن يتمكن لانغ فنغ من الرد ،
أرسل تشو صورة في القروب ، تُظهر يده بالخاتم ،
و تحت انعكاس الإنارة ، كان الماس يتلألأ ويضيء أكثر من الشمس
توالت ردود لو يان ولين شياو بسلسلة من التعليقات :
[ واو ! ] / [ 😍🎉 ]
فانغ هاو : [ مبروك الأخ تشن ، مبروك الأخ فنغ ]
أما تشن جيايو — الأكثر ملاحظة ودقة ،
فقد تعرف فورًا على الخاتم وأرسل :
[ ألماس على شكل خطاف طائرة ؟ ! ]
ثم أشار إلى لانغ فنغ بـ منشن @ وتابع أسلوب فانغ هاو : [ الأخ فنغ أنت مذهل ! ]
——————
بعد أسبوعين ——- في منزل تشو ——
بينما تشو تشيتشن يطبخ ،
ناقش مع لانغ فنغ مسألة تحديد موعد الزفاف ،
كان لانغ فنغ يراقب يده اليسرى بالخاتم ،
ولم يستطع إبعاد نظره عنها
لاحظه تشو تشيتشن :
“ أنت تحدق كالأحمق ،،
لقد اشتريت هذا الخاتم أليس كذلك؟
ألم تراه لمدة أسبوعين ؟”
ابتسم لانغ فنغ :
“ هذا مختلف . لم يكتسب الخاتم روحه إلا عندما وضعته
في إصبعك ،، قبل ذلك ، كان بلا حياة ”
توقف تشو تشيتشن عن تقطيع الخضار ،
وهو ممسك بسكينه في يد ويد أخرى تضغط على الخضار ،
صراحة لانغ فنغ دائمًا مثل قذيفة مدفع — أي قصور بسيط
في الاستعداد كان سيؤدي إلى تفجيره إلى أشلاء
تشو تشيتشن:
“ ماذا عن خاتمك ؟ كل تلك المتاجر التي رأيناها ، ألم يُعجبك شيء؟”
لانغ فنغ:
“ خواتم GRAFF جيدة ، أي واحد يُعجبك ، اشترِيه لي”
شعر تشو تشيتشن ببعض الذنب :
“ لم أصمم لك شيء بهذه الدقة…”
اقترب لانغ فنغ — ووقف إلى جانبه وهو يقطع الطماطم، وقال بابتسامة :
“ لا بأس ، نادي التيلهوك خاص بك فقط ”
حتى في الليل لم يجرؤ تشو تشيتشن على خلع الخاتم قبل النوم ،
الطيارين غير معتادين على إضافة شيء على أيديهم ،
لكن كلما زاد شعوره بعدم الاعتياد ، زادت قيمته وإحساسه بالسعادة
استدار إلى جانب لانغ فنغ وعانقه ،
غفى لانغ فنغ في حضنه أولًا ، معتادًا على النوم بلا ملابس
علوية ، وما زال سلساله الذهبي على عنقه كما هو
شعر تشو تشيتشن بالنعاس ينتابه أيضًا،
في هذه اللحظة — انسابت فكرة قبل النوم
{ حتى لو نمت الآن ولم أستيقظ أبدًا ، فحياتي كاملة ….
تأثير لانغ فنغ عليّ بمثابة معجزة طبية ...
يقولون إن السماء عندما تغلق باب ، تفتح نافذة ،
أشعر أن السماء قد أغلقت بابًا أمامي ،
ثم فجّر لانغ فنغ المكان بأكمله ،
فامتلأت حياتي بالسلام والراحة والسعادة ،
مثل الثلوج البيضاء النقية في جبال الألب ،
لا أشعر بأي خوف ….
الوعد بأن نكون معًا حياة كاملة هو نوع من الالتزام ،
وأيضًا نوع من الحرية ، }
وفي هذه اللحظة ، بدا وكأنه فهم فجأة إيمان لانغ فنغ …
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق