Ch47 الخطاف الخلفي
نهاية فبراير عام 2022، هولندا – فندق إنتركونتيننتال أمستردام
بما أن الزفاف بين شخصين من الجنس نفسه ،
لم تكن هناك حاجة لإقامة حفلتين منفصلتين لتوديع العزوبية ،
و في الليلة السابقة للزفاف ، قرر تشو تشيتشن ولانغ فنغ
إقامة حفلة صغيرة معًا في حانة قريبة
لكن ما كان يُفترض أن يكون حفلة توديع عزوبية ؟ ،
تحوّل في النهاية إلى عرض كبير لاستعراض الحب ~
وعند انتهاء الحفل ، عاد كلٌ إلى مكانه – لانغ فنغ مع لانغ يي إلى منزلهم ،
بينما عاد تشو تشيتشن إلى الفندق برفقة أصدقائه الذين
قطعوا مسافة طويلة عبر البحر لحضور الزفاف
ولأن لانغ يي قد ثملت ، قرر لانغ فنغ أن يصطحبها لتعود
باكرًا ، فنهض تشو تشيتشن ليودّعهما
لكن ما إن وقفا أمام باب الحانة حتى أمسك أحدهما بيد
الآخر ، وظلا يتحدثان هناك أكثر من عشرين دقيقة،
حتى استيقظت لانغ يي التي قد غفت على كتف أخيها،
استيقظت مرتجفة من البرد، وعندها فقط افترقا أخيرًا
قالت لين شياو وهي تضحك بينما ترافقه إلى غرفته :
“ ما الذي يدفعك لكل هذا الاستعجال ؟
ابتداءً من الغد سيكون أمامكما العمر كله لتتحدثا كما تشاءان .”
لقد خرجت تبحث عنه بعدما لاحظت أنه غاب طويلاً ،
خافت أن يكون قد أكثر من الشراب ، فتبِعته ، وشهدت
بنفسها المشهد كله
خلع تشو تشيتشن معطفه وألقاه على السرير ،
وفك الزر الأول من قميصه قائلاً بنبرة فيها بعض العجز :
“ ليست فكرتي أصلًا "
فكرة أن يقضي ليلة الزفاف في الفندق بعيدًا ، فكانت من
اقتراح لانغ فنغ، بدافع الحفاظ على شيء من طقوس الزفاف
وغموضه ~~
حتى في طريقهما إلى حفلة العزوبية ، لم يأتيا معًا ؛
إذ انطلق لانغ فنغ من بيت والديه مباشرة ،
وقد اهتم كثيرًا بمظهره الليلة ، سرّح شعره بعناية
باستخدام المثبّت ، فانسدلت خصلاته إلى الخلف كاشفةً
عن ملامحه الوسيمة الواضحة ،
وارتدى سترة صوفية ذات ياقة عميقة على شكل V،
وفوقها سترة جلدية أخذها من تشو تشيتشن، فأضفى ذلك
عليه مظهرًا مختلفًا تمامًا عن المعتاد
لم يملّ تشو تشيتشن من النظر إليه طوال الليل ،
حتى أنه بالكاد شرب شيئ ، لقد كان بصره مثبتًا عليه لا يفارقه ،
ولولا أن المكان خاص ، لكان أحدهم قد أتى بالتأكيد
لمغازلة لانغ فنغ
{ لو لم يكن العريس الليلة ، لأخذته إلى غرفة جانبية معزولة —- وأغلقت الباب !
لا اليوم ولا الغد ، ولن تكون هذه الأرض إلا لنا وحدنا ! }
وما إن أنهى فكرته هذه ، حتى أضاءت شاشة هاتفه —-
نظر إليها فوجد أن المرسل هو لانغ فنغ
رسالة يخبره فيها بأن آيفي نامت فور عودتها ،
ورسالة ثانية يقول فيها ببساطة : [ تصبح على خير ]
ابتسم تشو تشيتشن دون أن يشعر ،
وكل ما كان في صدره من ضيق بسبب الوداع قبل قليل تبدّد تمامًا
قالت له لين شياو محاولة طمأنته :
“ وهذا أفضل .. انظر إلى الساعة ، إنها الثانية بعد منتصف الليل .
آيفي تحتاج أن تفيق من السكر ، وأنت أيضًا عليك أن تستعد .”
تساءل تشو تشيتشن باستغراب:
“ أستعد لماذا ؟
عليّ فقط أن أكون هناك في التاسعة تمامًا ”
فهمست له لين شياو بمكر :
“ عهود الزواج !!!!!
سمعت أن إيفان كتب عهوده في أربع صفحات كاملة من
الـ A4 !!!
وأنت… انظر إلى نفسك…”
فصاح تشو تشيتشن مندهشًا:
“ يا إلهي! أربع صفحات ؟! من قال هذا ؟ آيفي ؟”
: “ اووووه !!! لا تخبر أحد أنني قلت لك هذا "
جلس تشو تشيتشن وبدأ يقلب الأدراج والصناديق ،
يبحث بجدية بينما يتمتم دون توقف :
“ كيف كتب أربع صفحات يا ترى ؟
بالتأكيد آيفي كانت تساعده وتقترح عليه الأفكار !!!
من سيساعدني أنا ؟”
أخرج من أحد أدراج المكتب ورقة رسالة مطوية ومجعّدة بعض الشيء
ناولها إلى لين شياو ، ثم فتح النافذة وسكب في كأسه نصف مقدار من الشراب
“ ها هي … لقد كتبت نصف صفحة فقط ….
أخبريني كيف تبدو ”
أخذت لين شياو الورقة بشيء من الشك ،
كانت تعرف خط تشو تشيتشن جيدًا ؛ خطوط مرتّبة أنيقة ،
متناسقة ، والورقة نظيفة بلا كشط أو تصحيح ،
و كأن الكلمات انسابت منه دفعة واحدة
سألته بدهشة :
“ متى كتبتها ؟”
أجاب مبتسمًا وهو يرفع كتفيه:
“ في الطائرة وأنا قادم إلى هنا . كان نائم ، فكتبتها بخفية ،
وحملتها معي طوال الطريق ، لم أرغب أن يراها قبل الوقت المناسب "
وبالفعل ، يوجد شعار شركة هاينان إيرلاينز مطبوع في أعلى الورقة
لم يشرب سوى رشفتين و انتهت لين شياو من القراءة ،
رفعت رأسها من خلف الورقة المجعدة ،
وأرادت أن تقول له ' أنت لست بحاجة إلى من يساعدك '
لكن الكلمات لم تخرج… لقد سبقتها الدموع
ما كتبه تشو تشيتشن هو :
[ أعتقد أنني إنسان بسيط ، لم أحب في حياتي حقًّا سوى شيئين اثنين :
الأول هو مقاتلة جيان-15 التي رافقتني في نصف حياتي الأول ،
والثاني هو أنت ، الذي سيرافقني في النصف الثاني .
في التاسعة والعشرين كنت أظن أن الحرية والحب لا يجتمعان ،
فضحيّت بمشاعري ، وكان ذلك أكثر قراراتي ألمًا وأصعبها ،
لكن أثبتت الأيام – أنه القرار الأصوب .
حصلت على الحرية ، وأما الحب … فقد وجدته من جديد ،
يمكننا أن نرى معًا شروق الشمس وغروبها من الطبقات العليا للسماء ،
و نحدق في النجوم في نفس الارتفاع ،
منذ لقائي بك ، شعرت أن الثلاثين عامًا السابقة من عمري
لم تكن موجودة أبدًا ،
لقد أكملتَ كل ما كان ينقصني ، وأعدت تشكيل كل مبدأ
كنتُ أؤمن به ،
ربما سنقضي ما تبقى من العمر نتجادل حول أي الطائرتين أسهل في التحليق : A320 أم A330
لم ألمس عصا تحكم جيان-15 منذ زمن ،
لكنني أدركت أن الهبوط الأخير - الذي حُفر في روحي لم
يكن الأخير حقًا
فالمرة الأخيرة الحقيقية حقاً ، فهي في خريف عام 2018،
حين التقيت بك للمرة الأولى …
كانت الأمواج تتلاطم ، والسفينة تهتز في عرض البحر ،
حلّقتُ على ارتفاع منخفض ،
وفتحت دواسة الوقود بالكامل ،
وكنتَ أنتَ حبل التثبيت ، الذي أمسك بخطّافي بإحكام .
إيفان ، لانغ فنغ ،
لنطير معًا لبقية حياتنا ]
— الــ 🍷🍁✈️ ـنـهـايــة —

تعليقات: (0) إضافة تعليق